كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٢٩٣٧ - حدّثنا عبد الواحد بن غياث وسعيد بن أبى الربيع - وهذا لفظ عبد الواحد - قالا، حدثّنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس: أن ثلاثة انطلقوا يرتادون لأهليهم، فأخذتهم السماء، فوقع عليهم حجرٌ متجافٍ حتى ما يرون منه خصاصة فقال بعضهم: قد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم مكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم، قال: فقال رجل: اللَّهم إنك تعلم أنه كان لى والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤوسهما حتى يستيقظا متى استيقظا؛ كراهية أن أردَّ وسنهما، في رؤوسهما اللَّهم إن كنت تعلم أنى إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا قال: فزال ثلث الحجر، وقال الثاني: اللَّهم إن كنت تعلم أنه أعجبتنى امرأة، وإنه جعل لها بدلا فلما قدر عليها وَفَّر لها جعلها، وسلَّم لها نفسها، اللهم إن كنت تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا، قال: فزال ثلثا الحجر، وقال الآخر اللَّهم إنك
---------------
٢٩٣٧ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ١٤٣]، من طريق بهز بن أسد عن أبى عوانة عن قتادة عن أنس به موقوفًا، ولم يسق أحمد الحديث؛ وإنما ذكر طرفًا من أوله، ثم أحال على ما قبله مرفوعًا كما يأتى.
قلتُ: هكذا رواه بهز بن أسد وعبد الواحد بن غياث وسعيد بن أبى الربيع، ثلاثتهم عن أبى عوانة به موقوفًا، وتابعهم المعلى بن أسد على وَقْفهِ عن أبى عوانة كما ذكره أبو حاتم الرازى في مذاكرة له مع فهد بن عوف بشأن هذا الحديث كما في "العلل" [رقم ٢٨٣٢]، فقال: "وذاكرتُ أبا ربيعة فهد بن عوف فقال: كيف حدثكم المعلى؟ قلتُ: - القائل هو أبو حاتم - لم يرفعه".
وقد وهم المعلق على "فنون العجائب" لأبى سعيد النقاش [ص ٩١/ ضمن مجموع أجزاء حديثية/ طبعة دار ابن حزم]، فجزم بكون هذه المذاكرة وقعت مع ابن أبى حاتم وفهد بن عوف، والصواب أنها وقعت مع أبى حاتم الرازى وفهد بن عوف، ومتى كان ابن أبى حاتم يروى عن المعلى بن أسد حتى يسأله محمد بن عوف عن بعض أحاديثه؟!
* والحاصل: أن هؤلاء أربعة من الثقات قد رووه عن أبى عوانة فوقفوه، وخالفهم جماعة آخرون من أصحاب أبى عوانة، رووه عن قتادة عن أنس به مرفوعًا، ومن هؤلاء:
١ - أبو داود الطيالسى في "مسنده" [٢٠١٤]، ومن طريقه الرويانى في "مسنده" [رقم ١٣٤٥]، والضياء في "المختارة" [٧/ رقم ٢٤٦١]، وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" [رقم ٤٢/ طبعة دار ابن حزم]. =

الصفحة 600