كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= "مجابى الدعوة" [رقم ١٣]، والقطيعى في "الألف دينار" [رقم ١٨٦]، إشارة؛ وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" [رقم ٤٠/ طبعة دار ابن حزم]، وغيرهم من طرق عن عمرو بن مرزوق عن عمران القطان به.
قلتُ: وهذا إسناد حسنه الحافظ في "الفتح" [٦/ ٥١٠]، هكذا دونما نظر إلى الاختلاف في سنده على قتادة، وأيضا فقتادة إمام في التدليس، وقد عنعنه، قال ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ٢٨٣٢]: "سألت أبى عن حديث رواه عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبى الحسن عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه أبو عوانة عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا، قلتُ: لأبى: ما الصحيح؟ قال: الحديثان عندى صحيحان؛ لأن ألفاظهما مختلفة".
قلتُ: في هذا نظر يأتى الكلام عليه؛ وقد فهم المعلِّق على "فنون العجائب" للنقاش [٨٩/ طبعة دار ابن حزم]، من قول أبى حاتم الماضى: "الحديثان عندى صحيحان" تصحيح أبى حاتم لطريق عمران القطان عن قتادة.
وهذا فهْم متأخِّر لعبارات الأئمة المتقدمين، والصحة المذكورة في لسان أبى حاتم هنا: إنما هي بمعنى عدم الخطأ، وأين ذلك من اصطلاح المتأخرين لهما؟! وعمران القطان مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب إن شاء الله، وقد عهدته كثيرة المخالفة في حديث قتادة خاصة، وقد أورد له العقيلى في "الضعفاء" [٣/ ٣٠٠] حديثًا منكرًا من روايته عن قتادة عن سعيد بن أبى الحسن عن أبى هريرة به ... أيضًا.
فهذان لونان من الاختلاف في سنده على قتادة، ولون ثالث، فرواه عنه شيبان النحوى فقال: عن قتادة عن صاحب لهم عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن ثلاثة دخلوا غارًا فدعوا بأفضل أعمالهم فنجوا ... ).
هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه الكبير" [٣/ ٤٦٢]، وفى "الأوسط" - وبعضهم يسميه "الصغير" [ص ٢٦٩/ رقم ١٣١٣]، وتوبع عليه شيبان على هذا الوجه: تابعه سليمان التيمى على مثله عند البخارى أيضًا في "الكبير" [٣/ ٤٦٢]، و"الأوسط" [رقم ١٣١٤].
وذكر البخارى طريق أبى عوانة وكذا طريق عمران القطان كلاهما عن قتادة ثم قال: "والأول أصح" يعنى رواية شيبان وسليمان التيمى، وهذه عبارته في "تاريخه الكبير" وعبارته في "الأوسط": "والمحفوظ حديث أبى هريرة، وهو مرسل". =

الصفحة 602