كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٢٩٣٨ - حدّثنا أبو خيثمة حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس عن النبي "أَنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ النَّاسِ ... " فذكر نحوه أو قريبًا، منه.
٢٩٣٩ - حَدَّثَنَا نصر بن عليّ الجهضمى، حدّثنا نوح بن قيسٍ، عن أخيه خالد بن قيسٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، كم افترض الله على عباده
---------------
= قلتُ: يعنى منقطع، والإرسال في لسان المتقدمين يراد به الانقطاع غالبًا، والانقطاع هنا كامن في جهالة صاحب قتادة الذي حدثه به عن أبى هريرة، مع عدم ذِكْره السماع منه، وربما كان هذا الصاحب هو نفسه (سعيد بن أبى الحسن) كما بينتْه رواية عمران القطان عن قتادة، ويكون مراد البخارى هو تصحيح هذا الوجه عن قتادة، وتخطئة ما رواه أبو عوانة عنه، ولعل هذا هو الأظهر إن شاء الله.
لكن قد أعل البخارى هذا الوجه بالانقطاع، ومراده من ذلك: هو أن سعيد بن أبي الحسن لم يسمع من أبى هريرة، ولهذا لما ترجم لسعيد في "تاريخه" لم يذكر سماعه من أبى هريرة ولا روايته عنه، بل لعله ساق له هذا الحديث، ليكشف عدم سماعه منه، لكن سماع سعيد من أبى هريرة قد أثبته ابن حبان وحده فيما أعلم، فإنه قال في "صحيحه" [٣/ ٢٥١/ إحسان]، عقب روايته طريق عمران القطان عن قتادة: "سعيد بن أبى الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة، لأنه بها نشأ، والحسن - وهو البصرى أخو سعيد - لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته".
قلتُ: والمثبت مقدم على النافى لاسيما في هذا المقام؛ والقرائن قائمة على ثبوت السماع؛ لكن يبقى في الإسناد علة أخرى، وهى عنعنة قتادة، وأجارك الله من عنعنته عمن لم يُكْثِر عنه، وللحديث طريقان آخران عن أنس به نحوه مطولًا ومختصرًا، ولا يصحان قط، بل لا يَثبت في هذا الباب من رواية أنس شيئًا.
لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يصح بها بلا تردد؛ وقد أطنب الطبراني في تتبع طرقه وألفاظه في كتابه "الدعاء" [ص ٧٤ - ٨٣]، ومن طرقه حديث ابن عمر مرفوعًا نحوه ... عند البخارى [٢١٠٢، ٢١٥٢، ٢٢٠٨، ٣٢٧٨]، ومسلم [٢٧٤٣]، وجماعة كثيرة.
٢٩٣٨ - صحيح: انظر قبله.
٢٩٣٩ - صحيح: أخرجه النسائي [٤٥٩]، وأحمد [٣/ ٢٦٧]، وابن حبان [١١٤٧، ٢٤١٦ خ، والحاكم [١/ ٣١٧]، والدارقطنى في "سننه" [١/ ٢٢٩]، وابن عساكر في "تاريخه" [٥/ ٢٥، ٢٦]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد" [رقم ١٥١١]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال" =

الصفحة 603