كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= عن قتادة قال: (حدث مرثد بن ظبيان أحد بنى سدوس ... ) فساقه كله من قول ذلك، السدوسى، أخرجه ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [٣/ ١٦٥٨]، وعنه أبو نعيم في "المعرفة" [عقب ٥٦٠١]، وعبد الأعلى ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وسعيد هو أثبت الناس في قتادة بلا امتراء، وقوله هو المقدم أبدًا، لولا أن شيبان قد أقام إسناده عن قتادة؛ وروايته أشبه بالصواب.
ويؤيد هذا: أن شيبان قد توبع عليه عن قتادة، تابعه قرة بن خالد السدوسى - الثقة العالم - فرواه عن قتادة عن مضارب بن حزن قال: (قدم مرثد بن ظبيان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبى بكر بن وائل، وكتب معه كتابًا: أن أسلموا تسلموا) هكذا قال مضارب: (قدم مرثد ... ) وفى رواية شيبان: (حدث مرثد ... ).
أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" [رقم ٥٦٠٢]، من طريق أبى الشيخ عن إسحاق بن حكيم عن حجاج بن يوسف الأصبهانى عن زفر بن قرة عن أبيه قرة به.
قلتُ: وهذا إسناد رجاله مقبولون سوى إسحاق بن حكيم فلم أجد له ترجمة! وزفر بن قرة وثقه الحافظ إبراهيم بن الأصبهانى كما في "طبقات أبى الشيخ" [٢/ ١٠٠]، وقد توبع عليه زفر: تابعه عليه محمد بن سواء - الصدوق المعروف - فرواه عن قتادة عن مضارب به ... كما ذكره أبو نعيم في "المعرفة" فقال: "رواه خليفة بن خياط عن محمد بن سواء ... إلخ".
وهذا لعله في "تاريخ خليفة" فالإسناد صحيح إلى ابن سواء، ثم رأيت الحافظ في "الإصابة" [٦/ ٦٨]، قد عزا هذا الطريق إلى خليفة بن خياط في "تاريخه" لكنه لم يذكر فيه قتادة بين قرة ومضارب، ولعله سقط من المطبوع، ويؤيده أنهم لم يذكروا لقرة بن خالد رواية عن مضارب.
ثم جاء محمد بن إسحاق بن يسار ورواهٍ عن قرة فقال: (عن مضارب أن مرثد بن ظبيان قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فوهب له النبي - صلى الله عليه وسلم - سبى بكر بن وئل، وكتب إليهم معه كتابًا: أن أسلموا تسلموا) فأسقط منه (قتادة)، هكذا أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" [رقم ٥٦٠٣]، من طريق محمد بن حميد الرازى عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به ..
قلتُ: وهذا إسناد تالف؛ وابن حميد حافظ واه، ثم ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، فالمحفوظ عن قرة هو الأول عن قتادة عن مضارب قال: قدم مرثد ... وقد مضى أن شيبان النحوى قد رواه عن قتادة فقال: عن مضارب بن حزن قال: حدث مرثد بن ظبيان قال ...
وهذا هو أولى تلك الوجوه كلها عن قتادة، وسنده معلول، فيه عنعنة قتادة؛ ومضارب =

الصفحة 611