كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= "طبقات الصوفية" [ص ١٨١]، والحكيم الترمذى في "نوادر الأصول" [٧٠/ ٢]، كما في "النافلة" [رقم ١٦٦]، وغيرهم من طريق سويد بن إبراهيم أبى حاتم عن قتادة عن أنس به ...
ولفظ البخارى: (لا تلعنه فإنه أيقظ نبيّا من الأنبياء للصلاة) وهو لفظ العقيلى ومن طريقه ابن الجوزى والسلمى ورواية للبيهقى، وعند البيهقى في الوضع الثاني: (لا تسبه) بدل: (لا تلعنه) ومثله عند ابن حبان والبزار وهو رواية لابن عدى ومن طريقه ابن الجوزى؛ وعند الدولابى والبزار وابن حبان: (لصلاة الصبح) وعند البيهقى في الوضع الثاني وهو رواية لابن عدى ومن طريقه ابن الجوزى: (لصلاة الفجر).
قلتُ: وسنده منكر أبدًا، قال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح ... " ثم أعله بسويد بن إبراهيم؛ وقال الهيثمى في "المجمع" [٨/ ١٤٨]: "في إسناد البزار: سويد بن إبراهيم، وثقه ابن عدى، وفيه ضعف، وبقية رجالهما - يعنى أبا يعلى والبزار - رجال الصحيح".
قلتُ: ما وثقه ابن عدى قط، بل قال في أول ترجمته من "الكامل" [٣/ ٤٢١]: (حديثه عن قتادة ليس بذاك) وقال في ختام ترجمته [٣/ ٤٢٣]: "ولسويد غير ما ذكرت من الحديث عن قتادة، وعن غيره، بعضها مستقيمة، وبعضها لا يتابعها أحد عليها، وإنما يخلط على قتادة، ويأتى بأحاديث عنه لا يأتى به [كذا] عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب".
وهو كما قال ابن عدى: "إلى الضعف أقرب" فقد اختلف فيه قول ابن معين، فتارة يضعفه؛ وأخرى يقول: "صالح" أو: "أرجو أن لا يكون به بأس" وقال أبو زرعة: "ليس بالقوى، حديثه حديث أهل الصدق" وهذا تضعيف له، وكذا ضعفه النسائي والدارقطنى وجماعة، وقال الساجى: "فيه ضعف؛ حدث عن قتادة بحديث منكر".
ولعله يريد هذا الحديث، وقال الحافظ: "صدوق سيئ الحفظ له أغلاط؛ وقد أفحش ابن حبان فيه القول" وعبارة ابن حبان في "المجروحين": "يروى الموضوعات عن الأثبات، وهو صاحب حديث البرغوث".
قلتُ: ابن حبان معذور عندنا؛ فإن من يروى عن مثل قتادة هذا وينفرد به عنه دون سائر الثقات من أصحابه، لا يكون إلا مغفلًا شديد التخليط جدًّا، ومثله يجوز عليه رواية البواطيل دون عناء، وقد مضى قول ابن عدى عنه: "يخلط على قتادة، ويأتى عنه بأحاديث لا يأتى به [كذا] عنه غيره". =

الصفحة 617