كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٣٠٤٠ - حَدَّثَنَا محمد بن مهدى، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: قال لنا أنسٌ: ألا أحدثكم حديثًا لا تجدون أحدًا يحدثكموه بعدى؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَذْهَبَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الجهْلُ، وَيُشْرَبَ الخمْرُ، وَيَفْشُوَ الزِّنَى، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ".
٣٠٤١ - حَدَّثَنَا محمد بن مهدى، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرمٌ على ظهر القدم من وجعٍ كان به.
---------------
٣٠٤٠ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٢٨٩٢].
٣٠ - ضعيف بهذا التمام: أخرجه أبو داود [١٨٣٧]، والنسائي [٢٨٤٩]، والترمذي في "الشمائل" [رقم ٣٦٦]، وأحمد [٣/ ١٦٤]، وابن خزيمة [٢٦٥٩]، وابن حبان [٣٩٥٢]، والحاكم [١/ ٦٢٣]، والبيهقي في "سننه" [١٩٣١٤]، والبغوى في "شرح السنة" [٣/ ٤٢٢]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس به.
قلتُ: وظاهر إسناد الصحة على شرط مسلم، بل وصححه جماعة مَشْيًا على ظاهر إسناده، لكن قد خولف معمر في وصله، فقال أبو داود عقب روايته: "سمعت أحمد - وهو ابن حنبل - قال: قال ابن أبي عروبة، أرسله، يعنى عن قتادة".
قلتُ: ورواية سعيد بن أبي عروبة هذه عنده في كتاب "المناسك" [برقم ٧٧]، وهذا هو المحفوظ عن قتادة مرسلًا، وسعيد ليس يُقدَّم عليه أحد في قتادة قط، اللَّهم إلا أن يكون شعبة أو هشام، وكيف يلحق معمر سعيدًا في قتادة؟! لكن يأبى الحافظ إلا المشاححة في هذا الخطب، فيقول في "الفتح" [١٠/ ١٥٤]، عقب حكاية أبي داود الماضية: "وسعيد أحفظ من معمر؛ وليست هذه بعلة قادحة".
قلتُ: واعجبًا للحافظ، كيف تكون مخالفة سعيد لمعمر علة غير قادحة؛ وأراك تنقل في تهذيبك" [١٠/ ٢٤٥]، عن ابن معين قوله: "إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه؛ إلا عن الزهري وابن طاووس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا"؟!
قتادة عراقي الدم، بصرى مشهور؛ أم تُراك لم تقف على ما رواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" - وهو من مروياتك في "المعجم المفهرس" - عن ابن معين قال: "قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير، فلم أحفظ عنه الأسانيد" نقله ابن رجب في "شرح "العلل".=

الصفحة 652