كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٣٠٤٢ - حَدَّثَنَا محمد بن مهدى، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابتٍ، وقتادة، وأبان، كلهم عن أنسٍ، قال: لما حرمت الخمر، قال: إنى لأسقى يومئذٍ أحد عشر رجلا، قال: فأمرونى فكفأتها وكفأ الناس آنيتهم بما فيها حتى كادت السكك تمتنع من ريحها، قال أنسٌ: وما خمرهم يومئذٍ إلا البسر والتمر مخلوطين، قال: فجاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه كان عندى مال يتيم، فاشتريت [به] خمرًا، أفتأذن لى أن أبيعه فأرد على اليتيم [ماله]؟ قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الثُّرُوبُ فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا"، ولم يأذن له في بيع الخمر.
٣٠٤٣ - حَدَّثَنَا محمد بن مهدىٍ، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ، في قوله: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧)} [الصافات: ١٧٧]، قال: لما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر فوجدهم حين خرجوا إلى زرعهم معهم مساحيهم، فلما رأوه ومعه الجيش، نكصوا فرجعوا إلى حصنهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُ أَكبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَر، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ".
---------------
= أم تُراك قد غفلت عن قول الدارقطني في "علله" - وهو من مروياتك أيضًا في "المعجم المفهرس" -: "معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش"؟! أبعد هذا يقال عن مخلفة سعيد بن أبي عروبة لمعمر: "ليست هذه بعلة قادحة"؟! كأنك تريد أن تجعل مخالفة معمر لسعيد؛ من قبيل مخالفة سعيد لهشام الدستوائي وشعبة في قتادة، حيث يحار المرء في ترجيح أحد الوجهين على الانفرد، وأين معمر في قتادة حتى يُحشر في زمرة هؤلاء الكبار من أصحاب قتادة؟!
* فالصواب في هذا الحديث: أنه محفوظ عن قتادة به مرسلًا، ولا يصح في احتجامه على قدمه - صلى الله عليه وسلم - حديث البتة.
٣٠٤٢ - صحيح: أخرجه عبد الرزاق [١٦٩٧٠]، وعنه أحمد [٣/ ٢١٧]، وابن حبان [٤٩٤٥]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وثابت البنانى وأبان [وليس (أبان) عند أحمد، وقد أبْهِمَ في سند ابن حبان] ثلاثتهم عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم، وقد توبع معمر على بعضه كما مضى [برقم ٣٠٠٨]، وله طرق أخرى عن أنس به مفرقًا ... وكذا لفقراته شواهد عن جماعة من الصحابة.
٣٠٤٣ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٢٩٠٨].

الصفحة 653