. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= ثم رأيتُ ابن المدينى قد قال في كتابه "من روى عنه من أولاده العشرة" [ص ١٠٧/ رقم ٣٢/ رواية حنبل بن إسحاق]: "وعبد الله بن حنين وعبيد بن حنين ومحمد بن حنين مولى آل العباس)، فصح بذلك ما قاله الدارقطنى آنفًا، ومثله قال ابن ماكولا في "الإكمال" [٢/ ٢٧]، أيضًا، فذكره في ترجمة أخيه (عبد اللَّه بن حنين) فقال: "وأخوه محمد بن حنين مولى العباس، يروى عن ابن عباس، روى عنه عمرو بن دينار".
قلتُ: وكل ذلك يؤيد ما قلناه، وقد أحسن الحافظ حيث أفرد ترجمة لى (محمد بن حنين) من "التهذيب" و"التقريب"، في حين أغفله المزى - إلا ما سبق - ومغلطاى والذهبى والخزرجى وغيرهم ممن ذيَّلوا على "التهذيب"، والرجل من رجال النسائي كما مضى. ثم وقفتُ على الحجة الدامغة, والبرهان الساطع، فوجدتُ ابن أبى حاتم قد قال في تقدمة "الجرح والتعديل" [ص ٣٨]: "حدثنا صالح بن أحمد - وهو ابن الإمام أحمد - نا عليّ - هو المدينى - قال: قلتُ لسفيان بن عيينة: محمد بن حنين الذي روى عنه عمرو بن دينار: "صوموا لرؤيته" فقال: إبراهيم بن عبد الله بن حنين وعبيد بن حنين ومحمد بن حنين من أهل المدينة موالى آل العباس".
قلتُ: وهذا نص قاطع لا يقبل التأويل! ولم يقف الإمام على كل هذا، فتابع المزى في زعمه بكون (محمد بن حنين) مصحفًا من (محمد بن جبير) وقال في "الإرواء" [٤/ ٦]: "هو الأرجح؛ لأن الإمام أحمد قد أخرجه [١/ ٣٦٧]، من طريق ابن جريج أخبرنى عمرو بن دينار أنه سمع محمد بن جبير يقول: كان ابن عباس .... " ثم ذكر الحديث ثم قال: "وتابعه - يعنى تابع ابن جريج - زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار به ... أخرجه الطحاوى [١/ ٢٠٩] ".
قلتُ: وهذا سند صحيح، فإن محمد بن جبير وهو ابن مطعم ثقة من رجال الشيخين، وكذلك سائر الرواة، وأما (محمد بن حنين) فمجهول لا يُعرف، وقد صوَّب المزى في "التهذيب" أنه (ابن جبير) وأفاد الحافظ في "تهذيبه" أن ابن حنين غير ابن جبير، وذكر في "التقريب" أنه "مقبول" ورواية ابن جريج تؤيد ما صوَّبه المزى.
قلتُ: وفى كلّ مناقشات، أما رواية ابن جريج عند (أحمد) فلم ينفرد بالإشارة إليها الإمام وحده، بل سبقه المزى كما مضى.
وعلى كل حال، فلْننظر فيها: قال الإمام أحمد في "المسند" [١/ ٣٦٧]: (ثنا عبد الرزاق وابن بكر - هو البرسانى - قالا: نا ابن جريج أخبرنى عمرو بن دينار أنه سمع محمد بن جبير يقول: كان ابن عباس .... ) وساق الحديث. =