. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= شريعته، ونصرة سُنَّته، والقيام بشكر بعض ما أنعم به علينا نحن الكافى بن بالنعمة، وإلا فقد خبنا وخسرنا، وضللنا وما فلحنا، فرحماك رحماك سيدى ومولاى؛ فواللَّه ما تجشَّمنا طرق هذا الباب؛ تكسُّبًا أو رياء أو سمعة، بل ما خضنا هذا السبيل إلا لرفع منار الدين، وتشييد ما اندرس من رسوم أئمة المسلمين.
نعم، ولشئ آخر: وهو بذل النصيحة للخاصة والعامة، وكم أحوجنا طلب النصيحة كل ن أقوام، فلم نر منهم إلا الفضيحة وسوء الملام! ولقد كان يحسن بهم ذلك الإقذاع، إن كنا نبغى بما نسطره منهم مالًا أو تقريظًا، وما علموا أنَّا ما أمسكنا بالقلم - أول مرة - إلا وتعهَّدنا ربنا ألا نكتب شيئًا إلا ابتغاء وجه الكريم وحسب.
وماذا يجدينا ثناء أهل الأرض علينا، إذا كان مَنْ في السماء علينا غاضبًا؛! فيما سوء حالى إن كان هذا حالى، ويا قبيح فعالى إن كنتُ بسخط ربى لا أبالى! وما لى لا أوبخ النفس وأنا الظلوم لها؟! وما لى لا أقرِّع تلك الهمة الضعيفة وأنا الجانى عليها، فإلى كم يجرُّنى الشيطان إلى إحسان الظن بنفسى دون الآخرين؛! أوما علم هذا المرذول أننى لستُ بحاجة إليه في سوء العمل؟! أم ما درى هذا المخبول أننى قد كُفِيتُ عنه بما قد اعترانى من كثرة الزلل؟! ألا فلْيبحث عن غيرى، ولْيغر - إن شاء الله - غيرى.
مسكين أنا إن لم يتغمدنى الله برحمته؛ هالك أنا إن كنتُ لست معدودًا من أهل جنَّته، ومَنْ يندب نفسى سواى، ومن يعرف دخائلها من الناس إلا إياى، ما يسرنى أن لى طلاع الأرض ذهبًا أو فضة وأنا في الملأ الأعلى لا أذكر، ما يفرحنى أن عرفنى أهل الدنيا، وأنا بعدُ لا أزال مجهول العين والصفة عند أهل السماء.
هلك واللَّه ابن آدم بحب الظهور والشهرة! هذا أويس القرنى العابد الزاهد الإمام النبيل، انظر إليه: هل كان يعرفه أحد لو لم يذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! وكم في الأمة أمثال أويس في جماع الخير مع الدين والعلم والاستقامة، ولا يعرفهم كبير أحد.
وأقول لنفسى: يا نفس هَبى أنك صرت حديث الناس صباحًا ومساءً في العلم وحسن السيرة وكل شئ جميل، لكنك لم تعلمى بذلكَ. أكان يسرُّك هذا، ثم هبى أنك صرتَ حديث الناس صباحًا ومساءً في الجهل والتخبط وسوء السمعة وكل شئ قبيح، لكن لا تعلمين بذلك، أكان هذا يحزنك؟! فما لك والناس إذًا؟! =