كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= فامضى على ما أنتِ عليه من الثبات وقولة الحق وبثِّ الشريعة وبذل النصح نكل أحد، وإن حُوربتِ وشُتمتِ، وفوِّقتْ إليك سهام المقت واللوم، طالما أنك تعتقدين أنك على بصيرة من أمرك، ونور من ربك؛ وتذكَّرى أَن غيرك قد لاقى من الأهوال والشدائد ما لم تذوقى أنت منه قطرة، وليكن عزاؤكِ في هؤلاء الشرذمة من الأعلام؛ وردِّدى مع شيخ الإسلام أبى محمد الفارسى قوله في كتابه "الإحكام" [١/ ٩٦]: "اللَّهم إنك تعلم أنا لا نحكِّم أحدًا إلا كلامك وكلام نبيك الذي صلَّيت عليه وسلَّمت في كل شئ مما شجر بيننا، وفى كل ما تنازعنا فيه، واختلفنا في حكمه، وأننا لا نجد في أنفسنا حرجًا مما قضى به نبيك، ولو أسخطنا بذلك جميع من في الأرض، وخالفناهم وصرنا دونهم حزبًا، وعليهم حربًا، وأننا مسلمون بذلك طيبة أنفسنا عليه، مبادرون نحوه لا نتردد ولا نتلكأ، عاصون لكل من خالف ذلك، موقنون أنه على الخطأ عندك، وأنَّا على صواب لديك، اللَّهم فثبِّتنا على ذلك، ولا تُخالف بنا عنه، واسلك اللَّهم بأبنائنا وإخواننا المسلمين هذه الطريقة حتى نُنْقل جميعًا ونحن متمسكون بها إلى دار الجزاء ... آمين، بمنِّك يا أرحم الراحمين ... ).
وعود على بدء فنقول: إسناد هذا الحديث ضعيف لجهالة حال (محمد بن حنين) وليس (محمد بن جبير)، وقد اختلف في إسناده على عمرو بن دينار، فرواه عنه ابن عيينة وزكريا بن إسحاق وابن جريج على الوجه الماضى، وخالفهم حماد بن سلمة، فرواه عنه فقال: عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعًا: (صوموا لرؤيته - الهلال - وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم فأكملوا العدة ثلاثين) ولم يذكر واسطة بين عمرو وابن عباس ... ، هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى" [٢٤٣٤]- واللفظ له - والطحاوى في "شرح المعانى" [١/ ٤٣٦]- ولم يسق لفظه - وابن حزم في "المحلى" [٧/ ٢٣]، وابن المقرئ في "المعجم" [٢٣٣]، وأبو نعيم في "الحلية" [٣/ ٣٥٢]، والحارث [رقم ٣١٧/ زوائده]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة به ....
وزاد الجميع سوى النسائي والطحاوى: (قالوا: يا رسول الله: أفلا نتقدم بين يديه بيوم أو يومين؟! فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: لا) هذا لفظ أبى نعيم، ثم قال أبو نعيم: "لا أعلم رواه عن عمرو غير حماد بن سلمة".
قلتُ: وهو كذلك، وقول الجماعة عن عمرو بن دينار أولى من قول حماد، وحماد قد تغير حفظه بآخرة كما هو معلوم، فلعل هذا من ذاك. =

الصفحة 71