كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= [٣/ ٤٠٣]: "حديث ابن عباس لم يأت مرفوعًا إلا من رواية جابر بن زيد عنه؛ حتى قال الأصيلى: إنه شيخ بصرى لا يُعرف، كذا قال، وهو معروف موصوف بالفقه عند الأئمة".
قلتُ: أما أبو الشعثاء فهو الإمام الثقة المأمون، فقيه أهل العراق، فماذا يضيره جهالة الأصيلى به إن لم تضر الأصيلى تلك الجهالة نفسه؟! والأصيلى على علو كعبه في الحديث والعلل، إلا أنه كان ينتصر لمذهب مالك الذي نشأ عليه بالأندلس، وكم يوقع الانتصار للمذهبية جماعة في مهازل! راجع ترجمة عبد الله بن زيد أبى قلابة التابعى الجليل من "تهذيب الحافظ" [٥/ ٢٢٦]؛ حتى تعرف إلى أخس دركة قد وصل إليها هؤلاء المنتصرون المنافحون لغير الله ورسوله.
وأما عن انفراد جابر بن زيد بهذا الحديث عن ابن عباس: فقد تابعه عطاء بن أبى رباح عند الطبراني في "الكبير" [١١/ رقم ١١٣٥١]، لكن الإسناد إليه واهٍ.
وكذا تابعه سعيد بن جبير عند الطبراني أيضًا [١٢/ رقم ١٢٤٠٧]، لكن الإسناد إليه لا يصح أيضًا، ورواية عطاء عند ابن عدى أيضًا في "الكامل" [٤/ ١١٣]، وقد اختلف في سنده على عمرو بن دينار، نرواه عنه بعضهم فقال: عن عطاء عن ابن عباس به ...
كما تراه عند الخطيب في "تاريخه" [٨/ ٩٣]، ورواه شعبة عن عمرو واختلف عليه فيه على ألوان، والمحفوظ عن شعبة وعمرو هو الطريق المشهور: (عن عمرو عن أبى الشعثاء عن ابن عباس به ... ).
وقد بسطنا الكلام على ذلك في "غرس الأشجار". ثم جاء أيوب السختيانى الإمام الحافظ ورواه عن عمرو بن دينار لكن اختلف عليه في متنه، فرواه عنه جماعة على الجادة مثل لفظ المؤلف، منهم إسماعيل ابن علية وعبد الوهاب الثقفى وغيرهما، وتابعهم على ذلك يزيد بن زريم لكن اختلف عليه فيه، فرواه عنه أحمد بن عبدَةَ وصالح بن حاتم ومحمد بن المنهال وغيرهم مثل لفظ المؤلف، ثم جاء إسماعيل بن مسعود البصرى وخالف الكل، ورواه عن يزيد بن زريع بإسناده به .... لكنه زاد في متنه (وليقطعهما أسفل من الكعبين).
هكذا أخرجه النسائي [٢٦٧٩]، وتلك الزيادة غير محفوظة أصلًا، وقد اغتر بها جماعة لنظافة الإسناد، فقال ابن التركمانى في "الجوهر النقى" [٥/ ٥١]، بعد أن ذكر إسناد النسائي: "وهذا سند جيد، فيه أَن اشتراط القطع مذكور في حديث ابن عباس"، وكذا صحح إسناده الولى العراقى في "طرح التثريب" [٥/ ٣١١]، وقال البدر العينى في "عمدة القارى" [٩/ ١٦٣]، =

الصفحة 77