كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 5)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= قلتُ: وهذا إسناد لا يصح؛ الأعمش لم يسمع من أنس كما مضى مرارًا، وأبو شهاب الحناط مختلف فيه، وهو عندى صدوق متماسك إن شاء الله، وقد احتج به الشيخان.
قال الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٦٣١]: "رواه البزار عن شيخه محمد بن الليث، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالفَ ولم أجده في "الميزان" وبقية رجاله رجال الصحيح؛ إلا أن الأعمش لم يسمع من أنس، ورواه أبو يعلى".
قلتُ: وإعلاله بشيخ البزار ليس بشئ؛ لكونه قد توبع عليه؛ فانحصرت العلة في الانقطاع بين الأعمش وأنس، نعم: قد رأيت الإمام قد زاد في الإعلال، فقال في "الضعيفة" [١٠/ ٣٠١]: "وأبو شهاب عبد ربه؛ وإن كان من رجال الشيخين، فقد قال الحافظ: "صدوق" ... " ..
قلتُ: التحقيق أنه صدوق متماسك كما مضى، بل قد توبع عليه أيضًا: تابعه حفص بن غياث قال: حدّثنا الأعمش عن أنس به مختصرًا بلفظ: (ويل للمالك من المملوك! وويل للمملوك من المالك!).
أخرجه الخرائطى في "مكارم الأخلاق" [رقم ٤٩٠]، بإسنادٍ صحيح إليه، ثم جاء قيس بن الربيع ورواه عن الأعمش فقال: عن شقيق عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به مثل لفظ الخرائطى الماضى، هكذا أخرجه البزار في "مسنده" [رقم ٢٨٨٠]، وقال: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبى وائل عن حذيفة إلا قيس".
قلتُ: وهو منكر جدًّا من هذا الطريق؛ وقيس بن الربيع قد سقط حديثه يوم أن أفسده ولده؛ بحيث جعل يدخل في أصول أبيه ما ليس منه، والشيخ لغفلته وتغيره يروج عليه ذلك، فلعل هذا مما دسه ولده في كتبه دون علم منه.
والمحفوظ عن الأعمش هو الوجه الأول، وقد رأيت الهيثمى قد قال في "المجمع" [١٠/ ٦٣١]: (رواه البزار وفيه من لم أعرفهم) كذا قال، وسند البزار هكذا: (أخبرنا الحسين بن علي بن جعفر الأحمر قال: أخبرنا داود بن الربيع قال: أخبرنا قيس عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة به ... ".
وشيخ البزار من مشيخة النسائي، قال عنه: صالح. وقد رجح الحافظ في "تهذيبه" أن أبا داود قد روى عنه؛ فإن ثبت ذلك فهو يقويه؛ لكون أبى داود كان لا يروى إلا عن ثقة عنده، فلا التفات بعد ذلك لقول أبى حاتم عنه: "لا أعرفه) فقد عرفه غيره، أما داود بن الربيع فهو =

الصفحة 619