كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 5)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= ثابت عن ذر بن عبد الله بن زرارة الكوفى عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبى بن كعب مرفوعًا بلفظ: (لا تسبوا الريح؛ فإنها من روح الله - تبارك وتعالى - وسلوا الله خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وتعوذوا باللَّه من شرها وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به) هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على مسند أبيه" [٥/ ١٢٣]، قال: حدثنى [أبى] [ثنا] محمد بن يزيد الكوفى، ثنا ابن فضيل به ....
قلتُ: كذا وقع في "المسند": (حدثنى أبى) وهذا يوهم أن الإمام أحمد يرويه عن أبى هشام الرفاعى، وهو غلط من وجهين:
الأول: أن الإمام أحمد غير معروف الرواية عن أبى هشام، وإنما يروى عنه ولده عبد الله دون أبيه، فلا تكون تلك الزيادة (حدثنى أبى) إلا مقحمة من الناسخ سهوًا، وهذا المثال له نظائر وقعت في مواضع من "المسند".
فمنها ما وقع في [٥/ ٦٢]: (حدّثنا عبد الله - هو ابن الإمام - (حدثنى أبى)، ثنا أبو كامل الجحدرى، ثنا حماد بن زيد، ثنا سماك بن عطية ويونس بن عبيد عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ).
فقوله في الإسناد: (حدثنى أبى) غلط أيضًا، فلم يكن الإمام أحمد بالمعروف بالرواية عن أبى كامل الجحدرى أصلًا، إنما يروى عن سميه أبى كامل الخراسانى (مظفر بن مدرك) فإما أن يكون وصف أبى كامل بـ (الجحدرى) وهمًا من بعضهم في الإسناد الماضى، أو تكون تلك الجملة (حدثنى أبى) مقحمة أيضًا من الناسخ سهوًا؛ لأن عبد الله بن أحمد مشهور الرواية عن أبى كامل الجحدرى: (فضيل بن حسين) فليس لوجود أبيه في الإسناد معنى، فانتبه يرعاك الله.
والأمر الثاني: أن ابن كثير في "جامع المسانيد" [١/ ١١٥/ ٨٦]، والحافظ في "أطراف المسند" [١/ ٢١٥/ ٥٣]، كما في "الصحيحة" [٦/ ٥٩٨]، والسيوطى في "الجامع الكبير" [رقم ٥٣٤]، وغيرهم كلهم قد عزوا هذا الحديث إلى عبد الله بن أحمد في (زوائده على المسند) وهذا يؤيد كون قوله (حدثنى أبى) ما هو إلا من زيادات الناسخ سهوًا.
وقد توبع عبد الله بن أحمد عليه عن أبى هشام: تابعه ابن أبى الدنيا في "المطر والرعد" [رقم ١٢٧]، إذا عرفت هذا: فاعلم أن أبا هشام الرفاعى قد توبع على هذا اللون الثاني عن ابن فضيل به مثله، تابعه: =

الصفحة 622