كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 5)

٤٠١٧ - حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالح الأزدى، حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمى، عن الأعمش، عن أنس، قال: استشهد غلامٌ منا يوم أحد، فوجد على بطنه صخرةٌ مربوطةٌ من الجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه، وقالت: هنيئًا لك يا بنى الجنة!، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَا يُدْرِيكِ؟! لَعَلَّه كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، وَيَمْنَعُ مَا لا يَضُرُّهُ".
---------------
٤٠١٧ - منكر بهذا اللفظ: أخرجه الطحاوى في "المشكل" [٦/ ٧٦]، وابن أبى الدنيا في "الصمت" [رقم ١٠٩]، من طريق عبد الرحمن بن صالح عن يحيى بن يعلى الأسلمى عن الأعمش عن أنس به نحوه ....
قلتُ: وهذا إسناد منكر مثل متنه، وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع بين الأعمش وأنس، وبه أعله ابن عبد البر في "التمهيد" [١٠/ ٢٢٨]، فقال: "هذا الحديث ليس بالقوى؛ لأن الأعمش لا يصح له سماع فن أنس، وكان مدلسًا عن الضعفاء" ونحو هذا قاله في الاستذكار أيضًا [٧/ ١٩٦].
والثانية: يحيى بن يعلى الأسلمى: قد ضعفوه ولم يحتجوا به؛ قال البخارى: "مضطرب الحديث" وقال ابن معين: "ليس بشئ" وقال البزار: "يغلط في الأسانيد" وليس هو بيحيى بن يعلى أبى المحياة الكوفى، ذاك ثقة مشهور؛ فما وقع في سند الطحاوى: (ثنا عبد الرحمن بن صالح قال: ثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى الأسلمى ... ) فخطأ ظاهر؛ لأن أبا المحياة ليس مشهور الرواية عن الأعمش، ولا ذكروه في شيوخ عبد الرحمن بن صالح الأزدى - راوى عنه هنا، - فكأنه وهم ممن دون عبد الرحمن، ثم وصفه بالأسلمى في سنده؛ مما يقطع بوهم من كناه بأبى المحياة؛ لأن أبا المحياة تيمى معروف؛ وأين التيمى من الأسلمى؟!
وعلى كل حال: فقد توبع عليه يحيى بن يعلى الأسلمى، تابعه حفص بن غياث عن الأعمش عن أنس قال: (توفى رجل من أصحابه، فقال: - يعنى رجل - أبشر بالجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أولا تدرى؟! فلعله تكلم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينقصه) هكذا أخرجه الترمذى [٢٣١٦]، والبيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ١٠٨٣٥]، وقال الترمذى: "هذا حديث غريب".
وكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [٥/ ٥٥ - ٥٦]، وقال: "وهذا الحديث تفرد به عمر عن أبيه حفص".
قلتُ: وعمر وأبوه ثقتان مشهوران؛ ثم جاء أبو حنيفة الواسطى ورواه عن سعد بن الصلت=

الصفحة 626