كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 5)

٤٠١٨ - حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم الواسطى، حدّثنا إسحاق الأزرق، عن شريك، يعنى، عن الأعمش، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا كمِفْحَصِ قَطَاةٍ، بَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ".
---------------
= • تنبيه: حديث أنس قد أورده الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٥٤٤]، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمى وهو ضعيف" وقبل ذلك قال: "روى الترمذى بعضه".
قلتُ: فكأنه ذهل عن كون يحيى بن يعلى قد توبع عليه عند الترمذى، وعبارة شيخه العراقى أحسن منه، فإنه قال في "المغنى" [٣/ ٦٧]: "أخرجه الترمذى من حديث أنس مختصرًا وقال: "غريب" ورواه ابن أبى الدنيا في الصمت بلفظ المصنف - يعنى أبا حامد - بسند ضعيف". واللَّه المستعان.
٤٠١٨ - صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٢/ رقم ١٨٥٧]، من طريق إسحاق الأزرق عن شريك القاضى عن الأعمش عن أنس به ...
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا شريك، تفرد به إسحاق".
قلتُ: وإسحاق هو ابن يوسف الأزرق الثقة المأمون، لكن كان ربما غلط كما قال ابن سعد في "الطبقات" وعنه الخطيب في "تاريخه" [٦/ ٣١٩]، والمزى في "تهذيبه" [٢/ ٥٠٠]، والحافظ أيضًا في "تهذيبه" [١/ ٢٢٥]، والذى في المطبوع من طبقات ابن سعد [٧/ ٣١٥]: (ربما خلط) كذا بالخاء، وهو تصحيف.
ولم يتابع إسحاق الأزرق على هذا الإسناد عن شريك، كما قال الدارقطنى في "العلل" [٦/ ٢٧٥]، وقد خالفه عليّ بن حكيم الكوفى - وهو ثقة معروفة، فرواه عن شريك فقال: عن الأعمش عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن أبى ذر به مرفوعًا، هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ٢٦١]، ثم نقل عن أبيه وأبى زرعة أنهما قالا: "هكذا رواه عدة من أصحاب شريك فلم يرفعوه، والصحيح في أبى ذر ومن حديث شريك موقوفًا".
قلتُ: ولعل شريكًا لسوء حفظه؛ قد اضطرب فيه على تلك الألوان كلها، نعم: ما رواه الجماعة عنه أرجح ممن رواه الواحد، وقد توبع شريك على الوجهين عن الأعمش عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن أبى ذر موقوفًا ومرفوعًا، وهكذا اختلف أصحاب الأعمش عليه، ولم ينفرد به الأعمش، بل تابعه عليه الحكم بن عتيبة؛ واختلف عليه هو الآخر على ثلاثة ألوان:
١ - الوقف. =

الصفحة 629