كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 5)

٤٠١٩ - حَدَّثَنَا على بن جعفر الأحمر أبو الحسن الكوفى، حدّثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المُؤْمِنُ لا يُقْضَى لَهُ قَضَاءٌ إِلا خَيْرٌ لَهُ".
---------------
=٢ - والرفع.
٣ - والإرسال.
والموقوف هو الذي ذهب إليه الدارقطنى في "العلل" [٦/ ٢٧٤ - ٢٧٥]، بعد أن ساق الاختلاف في سنده، وكذا رجَّحه أبو زرعة وصاحبه، وقالا كما في "العلل" [رقم ٢٦١]: "نفس الحديث موقوف، وهو أصح" والقول ما قالت حذام. بل في طريق الأعمش الماضى علة أخرى غير عنعنته، فقد أخرج ابن أبى حاتم في "العلل" بإسناده الصحيح عن ابن مهدى أنه قال: "حديث الأعمش: "من بنى للَّه مسجدًا ولو كمحفص قطاة" ليس من صحيح حديث الأعمش".
قلتُ: وذلك لكونه لم يسمعه من إبراهيم التيمى، كما جزم به الثورى وشعبة، وأخرجه عنهما ابن عبد البر في "التمهيد" [١/ ٣٢]، بإسناد فيه نظر، وللحديث طرق أخرى عن أنس به ... مثله، وبعضها نحوه ... دون قوله: (ولو كمفحص قطاة) ولا يصح منها شئ قط.
وكذا للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به مثل لفظ المؤلف، وكلها معلولة أيضًا، اللَّهم إلا حديث جابر وحده مرفوعًا (من بنى مسجدًا للَّه كمفحص قطاة أو أصغر، بنى الله له بيتًا في الجنة).
أخرجه ابن ماجه [٧٣٨]، وجماعة؛ وسنده صحيح كما قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" وقبله العراقى في "المغنى" [١/ ١٠٥]، وقبلهما المنذرى في الترغيب [١/ ١٢٠].
وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث، مع استيفاء طرقه وشواهده في كتابنا "غرس الأشجار".
والحديث متفق عليه من حديث عثمان بن عفان به دون قوله: (ولو كمفحص قطاة) وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة - دون تلك الجملة، مضى منها حديث ابن عباس [برقم ٢٥٣٤]، وانظر الآتى [برقم ٤٢٩٨].
٤٠١٩ - قوى: أخرجه ابن حبان في "الثقات" [٨/ ٤٦٨]، من طريق المؤلف به ...
قلتُ: وسنده قوى في المتابعات؛ فإن الأعمش لا يصح له سماع من أنس أصلًا، لكن تابعه عليه ثعلبة أبو بحر عن أنس به ... كما يأتى عند المؤلف [برقم ٤٢١٧، ٤٢١٨]، وهناك يكون تمام الكلام عليه.
وثعلبة شيخ صالح الحديث كما قال أبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٩٩]، =

الصفحة 630