كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 5)

٣٠٨٣ - حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا عباد بن العوام، عن سعيدٍ، قتادة، عن أنسٍ أن أم سليمٍ حاضت بعدما أفاضت، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تنفر.
---------------
٣٠٨٣ - صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" [١/ رقم ٨٠٤]، والطحاوي في "شرح المعانى" [٢/ ٢٣٣]، من طريق عباد بن العوام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنسٍ به. قال الهيثمي في "المجمع" [٣/ ٦١٠٢]: "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح".
قلتُ: وهو كما قال لولا أنه معلول، فعباد بن العوام وإن كان ثقة محدثًا إلا أنه يضطرب في حديث ابن أبي عروبة كما قاله أحمد في "علل الأثرم" ونقله عنه المزي في "تهذيبه" [١٤/ ١٤٣].
وقد خولف في سنده، خالفه عبدة بن سليمان، فرواه عن ابن أبي عروبة فقال: "عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس وزيد بن ثابت - رضي الله عنهما - قالا في التى تحيض بعد أن قضت المناسك، قال زيد: لا تنفر حتى تطوف بالبيت"، وقال ابن عباس: إذا قضت المناسك وحلَّتْ لزوجها، نفرت، إن شاءت، فقالت الأنصار: إنك إذا خالفت زيدًا لم نرض بذلك، قال: فأرسلوا إلى صاحبتكم أم سليم، فسلوها، فسألوها فحدثتهم أن صفية بنت حيى بعد ما طافت بالبيت وقضت المناسك وحاضت، فقالت عائشة: لها: الخيبة لك، حبستنا! فذكرت أمرها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرها أن تنفر، قال: وكان ذلك من شأن أم سليم أيضًا).
هكذا أخرجه ابن راهويه [٥/ رقم ٢١٨٧]- واللفظ له - وتوبع عليه عبدة على مثله عن سعيد بن أبي عروبة: تابعه روح بن عبادة عند البيهقى في "سننه" [٩٥٤٥]، وتابعهما أيضًا: عبد الأعلى بن عبد الأعلى النرسى على مثله عند ابن أبي عروبة في: (المناسك/ رواية عبد الأعلى عنه) كما في "الفتح" [٣/ ٥٨٨]، ومن طريقه الحافظ في "التغليق" [١/ ٤٧٧ - ٤٧٨].
وهذا هو المحفوظ عن ابن أبي عروبة، وقد توبع عليه عن قتادة عن عكرمة نحوه ...
تابعه هشام الدستوائي عند أحمد [٦/ ٤٣١]، والطيالسي [١٦٥١]، والطحاوي في "شرح المعانى" [٢/ ٢٣٣]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" [١/ ٤٧٧]، وغيرهم.
وقد جزم أبو حاتم الرازي كما في "العلل" [رقم ٧٩١]، بكون عباد بن العوام قد أخطأ في إسناد هذا الحديث على ابن أبي عروبة، فقال كما في "العلل" [رقم ٧٩١]، بعد أن ذكر رواية عباد عن سعيد: "هذا خطأ، إنما هو قتادة عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل في قصة صفية، رواه الدستوائي وغيره، وهذا هو الصحيح".=

الصفحة 8