كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 6)

٤٧٨٤ - حَدَّثَنَا عمرو بن محمدٍ الناقد، حدّثنا أبو أحمد الزبيرى، حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفى، حدّثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل العشاء، ولا سمر بعدها.
---------------
= وابن الزبير هذا تالف الرواية، وقد اضطرب في إسناده أيضًا، ولا يصح هذا الحديث من تلك الوجوه كلها، لكن له طريق آخر أخرجه الطحاوى في "المشكل" [٥/ ١٧٢]، بإسناد مستقيم إلى حفص بن غيات عن ابن محيريز - وهو عبد الله المكى - عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعًا: (من نذر أن يطيع الله - عز وجل - فليطعه؛ ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه، يكفر عن يمينه) وسنده تقوم به الحجة، وقد أعل بما لا يقدح كما شرحناه في "غرس الأشجار" وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه ... ثبت منها حديث ابن عباس عند ابن الجارود [٩٣٥]، وحديث عقبة بن عامر عند مسلم وأبى داود والترمذى والنسائى وجماعة كثيرة بلفظ: (كفارة النذر كفارة اليمين) وهذا عام يشمل نذر المعصية وغيره؛ وقد استوفينا تخريج حديث عائشة مع أحاديث الباب بـ كتابنا "غرس الأشجار".
٤٧٨٤ - صحيح: أخرجه ابن ماجه [٧٠٢]، وأحمد [٦/ ٢٦٤]، والبيهقى في "سننه" [١٩٦٢]، والطيالسى [٢٩٣/ عون المعبود]، وأبو نعيم الملائى في كتاب (الصلاة) كما في "الإعلام" لملغطاى [١/ ١٠٧٦]، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهانى في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبى نعيم الفضل بن دكين" [رقم ٢٠]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفى عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به ...
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [١/ ١٠٨]: "هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات".
قلتُ: وسبقه مغلطاى إلى تصحيحه في "شرح ابن ماجه" [١/ ١٠٧٥]، وحسَّنه الإمام في "الثمر المستطاب" [١/ ٧٣]، وفى كل ذلك نظر عندى، ومدار إسناده: على (عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفى) وهو شيخ مختلف فيه، وجمهور النقاد على تليينه، بل جعله أبو حاتم الرازى من بابة: (طلحة بن عمرو) و: (عمر بن راشد)، وهذان تركهما جماعة، وقال البخارى: "فيه نظر" وهذا جرح شديد في الغالب، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه.
نعم: للحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه ... وأقواها: ما رواه جعفر بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ينام قبلها، ولا يتحدث بعدها) أخرجه ابن حبان [٥٥٤٧]، وظاهر سنده الصحة، إلا أنه معلول بما ذكرناه في "غرس الأشجار". =

الصفحة 667