كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 6)

الزهرى، حدثنى عروة بن الزبير، حدثتنى عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى فيما بين صلاة العشاء الآخرة إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعةً يسلم بين كل ثنتين، ويوتر بواحدةٍ، ويمكث في سجوده بقدر ما يقرأ أحدكم خمسين آيةً، فإذا سكت المؤذن الأول لصلاة الفجر، قام، فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن.
٤٧٨٨ - حَدَّثَنَا هارون بن معروفٍ، حدّثنا ابن وهبٍ، حدثنى عبد الله بن عمر، عن أبى النضر، عن أبى سلمة، عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خرج ليلةً من رمضان إلى المسجد بعد العشاء، فصلى، فرآه ناسٌ فصلوا بصلاته، فلما كانت الثانية خرج أيضًا، فرآه الناس فثابوا وكبروا وصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الثالثة ملئ المسجد، فلم يخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعلوا كأنهم يُؤْذنونه ليخرج إليهم، فقال: "يَا عَائِشَةُ، مَا بَالُ النَّاسِ؟ " فقلت: يا رسول الله، صلوا معك هاتين الليلتين، فأحبوا أن تخرج إليهم، ثم
---------------
= عن الأوزاعى [وقرن معه ابن أبى ذئب عند أبى داود وابن ماجه وابن عبد البر]- عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه.
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [١/ ٢٠٦]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، روى مسلم بعضه من حديث عائشة، ورواه النسائي في "الكبرى" عن قتيبة عن مالك عن الزهرى .. ".
قلتُ: وهو كما قال؛ لكن ما كان له أن يحشره في (زوائد ابن ماجه)؛ لأن الحديث بنحو سياق ابن ماجه: ثابت عند أبى داود كما مضى؛ وكلاهما قد رواه من طريق الأوزاعى وابن أبى ذئب كلاهما عن الزهرى به ...
ورواية ابن أبى ذئب وحده قد مضى تخريجها فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم ٤٧٥٢]، وقد رواه مالك ومعمر وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث وغيرهم عن الزهرى به نحوه مع اختلاف بينهم في سياقه ... ورواياتهم مخرجة في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
٤٧٨٨ - صحيح: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن عمر، وهو العمرى الزاهد، وباقى رجاله ثقات محتج بهم في "الصحيح" وأبو النضر هو سالم بن أبى أمية القرشى الثقة النبيل.
وتوبع عليه أبو النضر عن أبى سلمة: =

الصفحة 669