كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= فلعل (خداش) قد تصحفت في "اللسان" إلى (غيلان) أو يكون ذلك من أوهام الحافظ المعدودة في لسانه، وقد نقل الحافظ أيضًا عن الأزدى أنه قال عن العلاء: "ضعيف مجهول" وهذا والذى قبله مقدم على توثيق ابن حبان له، ثم إن الطريق إلى العلاء لم يثبت أيضًا، ومع هذا وذاك؛ فإن بردًا بن سنان مختلف فيه أيضًا، فلا عبرة بما وقع في سند هذه المتابعة التالفة من نسبة (داود) مدنيًا، وكذا من متابعة بشر المزنى له، أما داود؛ فنكرة لا تعرف، ومجهول لا يتعرف، ثم وجدت الحافظ قد قال في "التغليق" [١/ ٢٤]: "داود هذا قيل: إنه ابن أبى هند، فإن يكن هو فما أظنه سمع من أنس".
قلتُ: وأما (بشر المزنى) فلعله بشر الواقع في الطرق الأولى عن الليث عنه عن أنس به مرفوعًا وموقوفًا، فإن يكنه؛ فقد اختلف في اسمه على الليث على ألوان كثيرة، وهذا الحديث محفوظ من طريقه وبه عرفناه، وقد قيل في اسمه (بشر) وقيل: (بشير) وبعضهم شك فقال: (عن بشر أو بشير) وغلط بعضهم وسماه (بشير بن نهيك) وكل هذه الوجوه قد سبقت.
والذى عليه الأكثرون أنه (بشر) ووقع في "تاريخ البخارى" [٨/ ١٣٣]: (نسر عن أنس قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ) وساق الحديث، هكذا سماه في هذا الموضع (نسرًا) بالنون قبل السين، بدل (بشر) فإن لم يكن ذلك تصحيفًا، فهو لون آخر من الاختلاف في اسمه، وقد ترجمه البخارى في موضع آخر [٢/ ٨٦]، وسماه (بشرًا) هكذا غير منسوب، وبهذا ترجمه المزى في "تهذيبه" [٤/ ١٦٣]، وقال: "قيل إنه بشر بن دينار".
قلتُ: وبهذا الاسم ترجمه ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٦٩]، فقال: "بشر بن دينار يروى عن أنس بن مالك، روى عنه الليث بن أبى سليم ومحمد بن عثمان" وكذا ترجمه البخارى في موضع آخر من "تاريخه" [٢/ ٧٤]، بهذا الاسم فقال: "بشر بن دينار رأى أنسًا عليه خز، قال لى محمد بن عقبة حدثنا محمد بن عثمان قال ثنا بشر".
قلتُ: الذي يتحرر لى: أن بشرًا هذا غير بشر الذي يروى عنه الليث بن أبى سليم، وأنهما رجلان متغايران، وما أرى ابن حبان إلا وقد خلط بينهما، وظنهما واحدًا، ويدل على وهمه: تفريق البخارى بينهما، وكأن أبا الحجاج المزى قد فطن لهذا في "تهذيبه" فقال في ترجمة (بشر): "قيل: إنه بشر بن دينار" هكذا (قيل) على التمريض، كأنه لم يعبأ بصنيع ابن حبان، وعلى كل حال: فبشر هذا على الاختلاف في اسمه: شيخ غائب الحال، معدود من أغمار أهل الدنيا، وقد جهله الحافظ في "التقريب" وهو كما قال؛ وانفراد الليث عنه - على التحقيق - =

الصفحة 8