كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= والخطيب في "الجامع" [١/ ٣٤٧]- وعنده بالمرفوع منه فقط - وفى المتفق والمتفرق [٢/ ١٨]، والدارقطنى في "علله" [١٤/ ٣٦]- بالمرفوع منه فقط - والبيهقى أيضًا في "الآداب" [رقم ٢٤٥]، من طرق عن يحيى بن اليمان عن الثورى عن أسامة بن زيد - وهو الليثى المدنى - عن عمر بن مخراق به.
قلتُ: قد مضى أن يحيى بن اليمان ضعيف الحفظ؛ مع كونه قد تغير بأخرة أيضًا، فمثله لا يحتمل منه تعدد الأسانيد للخبر الواحد، بل نحمل ذلك على كونه قد اضطرب في إسناد الحديث ولم يضبطه، لكن احتمل البيهقى أنه ربما كان الحديث عند ابن اليمان على الوجهين، فقال عقب روايته الوجهين في كتابه "الآداب": "فكأن يحيى بن اليمان رواه على الوجهين" وليس كما قال، بل تلك العبارة إنما تقال في أمثال الثقات الأثبات الذين اختلف عليهم في إسناد خبر على لونين أو ثلاثة، ولم يظهر للناقد وجه الترجيح بينها، فهناك ربما تقال تلك العبارة التى يلصقها البيهقى بيحيى بن اليمان وهو المكشوف الحال جدًّا، ثم أنْ ثبت أن الطريقين محفوظان من حديث الثورى، فقد عرفت ما في الطريق الأول من القوادح والعلل، أما هذا الطريق الثاني: فمعلول أيضًا بعلتين، بل ثلاث:
الأولى: أن عمر بن المخراق راويه عن عائشة: شيخ مجهول لا يعرف! ونكرة لا تتعرف، فكون ابن حبان قد ذكره في "الثقات" [٧/ ١١١]، فذا على عادته في توثيق من لا يدرى، ولذلك لم يزد في ترجمته على قوله: (عمر بن مخراق: يروى عن رجل عن عائشة، روى عنه أسامة بن زيد) وهذا أخذه من ترجمة البخارى له في "تاريخه" [٦/ ١٩٥]، وزاد البخارى: "مرسل" يعنى منقطع، ومثله ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" [٦/ ١٣٥]، دون ما زاده البخارى، وربما كان هؤلاء الأئمة يشيرون بتلك الترجمة القصيرة إلى هذا الطريق هنا، ويكون مرادهم بقولهم عن عمر: (يروى عن رجل عن عائشة) يعنى يروى عن قصة ذلك الرجل الذي (مر على عائشة في زى سائل) كم وقع معناه في أوله عند البيهقى والخطيب في "المتفق والمفترق"، وقد سبق قول البخارى عن هذا الطريق: "مرسل".
وبهذا أعله البيهقى عقب روايته في "الشعب" فقال: "وعمر بن مخراق عن عائشة مرسل" وهذا ظاهر كما رأيت، ففى هذا الطريق مع القول بثبوته عن الثورى عن أسامة بن زيد عن عمر بن مخراق، علتان: هما: جهالة عمر بن مخراق؛ والانقطاع بينه وبين عائشة. =

الصفحة 29