يزيد، عن زياد بن نعيمٍ الحضرمى، عن مسلم بن مخراقٍ، قال: قلت لعائشة أم المؤمنين: إن ناسًا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثًا، قالت: أولئك قرؤوا، ولم يقرؤوا، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقوم الليلة التمام يقرأ بسورة البقرة، وآل عمران، والنساء، لا يمر بآيةٍ فيها استبشارٌ، إلا دعا.
---------------
= عن زياد بن نعيم الحضرمى عن مسلم بن مخراق عن عائشة به نحوه في سياق أتم قليلًا من سياق المؤلف.
قال الهيثمى في "المجمع" [٢/ ٥٥٥]: "رواه أحمد ... وأبو يعلى، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام".
قلتُ: وهو كلام موجع، يسقط به حديث الرجل، لا فرق بين قديمه وحديثه من حيث قبوله، كما بسطنا ذلك في "فيض السماء" لكن ابن لهيعة لم ينفرد به: بل تابعه عليه: يحيى بن أيوب المصرى عن الحارث بن يزيد بإسناده به نحوه ...
ولفظه في آخره: (فإذا مر بآية فيها استبشار دعا ورغب، وإذا مر بآية فيها تخويف: دعا واستعاذ).
أخرجه البيهقى في "سننه" [٣٥٠٣]، وفى "الشعب" [٢/ رقم ٢٠٩٣]، بإسناد مستقيم إليه؛ ويحيى بن أيوب صدوق فقيه؛ ومن فوقه ثقات مشاهير سوى (مسلم بن مخراق) فهو شيخ مجهول الحال، لم يرو عنه سوى زياد بن نعيم وحده، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" [٥/ ٣٩٧]، وما فعل شيئًا، وهو مترجم في "التهذيب" تمييزًا، ويعرف: بـ (مولى عائشة) وهو غير (مسلم بن مخراق مولى حذيفة) وكذا: (مسلم بن مخراق العبدى المازنى)، فهما آخران.
لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يصح بها: منها حديث حذيفة بن اليمان قال: (صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة؛ فافتتح البقرة). فقلتُ: بركع عند المائة؛ ثم مضى، فقلتُ: يصلى بها في ركعة، فمضى، فقلتُ: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ ... إلخ).
أخرجه مسلم [٧٧٢]- واللفظ له - والنسائى [١٦٦٤]، و [١١٣٣]، وأحمد [٥/ ٣٩٧]، وابن حبان [٢٦٠٩]، وجماعة كثيرة. وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".