٤٨٤٩ - حَدَّثَنَا محمد بن المنهال أخو حجاجٍ، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشامٍ، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".
---------------
= قال الترمذى: "هذا حديث غريب؛ وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: "أنزل: عبس وتولى" في ابن أم مكتوم، ولم يذكر عائشة" وقال في "العلل": "سألت محمدًا عن هذا الحديث؟! فقال: يروى عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا" وقال الحاكم بعد أن صححه على شرط الشيخين: "قد أرسله جماعة عن هشام بن عروة".
قلت: قد رواه أبو معاوية الضرير - واختلف عليه - ويحيى بن سعيد الأموى، وعبد الرحيم بن سليمان ويزيد بن سنان الرهاوى كلهم عن هشام بن عروة به موصولًا، وخالفهم مالك بن أنس، فرواه عن هشام به نحوه مرسلًا، هكذا أخرجه في "الموطأ" [رقم ٤٧٦].
ومالك يزن هؤلاء جميعًا، ويرجح عليهم، بل هو أثبت أهل الدنيا في هشام بن عروة، فكيف وقد توبع على إرساله عن هشام؟!
١ - تابعه وكيع: عند الطبرى في "تفسيره" [١٢/ ٤٤٣].
٢ - وأبو معاوية الضرير - واختلف عليه كما مضى - عند ابن سعد في "الطبقات" ٤١/ ٢٠٨].
٣ - وابن جريج: كما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" [٢٢/ ٣٢٤]، وغيرهم.
كلهم رووه عن هشام عن أبيه به مرسلًا، وهذا هو المحفوظ كما جزم به الحافظ في "الفتح" [١٣/ ٤١١]، وقبله صوبه الدارقطنى في "العلل" [١٣/ ٢٦٢]، وهو ظاهر تصرف ابن عبد البر في "التمهيد" ومثله البخارى كما مضى نقل كلامه.
وللحديث شاهد من حديث أنس، مضى الكلام عليه عند المؤلف [برقم ٣١٢٣]، والمحفوظ فيه الإرسال أيضًا، وله شاهد ثان من رواية ابن عباس عند الطبرى في "تفسيره" [١٢/ ٤٤٣]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدرر المنثور" [٨/ ٤١٦]،
وسند ابن جرير تالف، وفى الباب مراسيل عن جماعة، وليس فيها خير، ثم وقفت على طريق آخر عن عائشة به نحوه في سياق أتم: عند ابن عبد البر في "التمهيد" [٢٢/ ٣٢٥ - ٣٢٦]، وسنده لا يثبت.
٤٨٤٩ - صحيح: مضى سابقًا [برقم ٤٧٦٦].