كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 7)

الشيبانى، عن جميع بن عميرٍ، قال: دخلت مع أمى على عائشة، فسألتْهَا عن عليٍّ، فقالت: ما رأيت رجلًا كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، ولا امرأةً كانت أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من امرأته.
٤٨٥٨ - حَدَّثَنَا هدبة بن خالد، حدّثنا همامٌ، حدّثنا قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل بقدر الصاع، ويتوضأ بقدر المد.
---------------
= قلتُ: قد رواه جماعة عن جميع بن عمير به نحوه ... منهم: أبو الجحاف داود بن أبى عوف: عند الترمذى [٣٨٧٤]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ١٣٩٧]، والحاكم [٣/ ١٧١]، والسراج في "تاريخه" ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" [١/ ٦١٣]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤٢/ ٢٦٣ - ٢٦٤]، وغيرهم.
وقال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب".
قالتُ: بل إسناده ضعيف وخبر منكر، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" كذا يجازف، وقد تعقبه الذهبى قائلًا: "جميع بن عمير متهم! ولم تقل عائشة هذا أصلًا" وهو كما قال؛ وجميع هذا هو ابن عمير بن عفاف التيمى، كذبه ابن نمير بخط عريض جدًّا، وقال ابن حبان في "المجروحين": "كان رافضيًا يضع الحديث" ثم تناقض وذكره في "الثقات" [٤/ ١١٥].
وقال البخارى: "فيه نظر" وهذا جرح شديد عنده - غالبًا - وقال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل" [٢/ ١٦٦]: "عامة ما يرويه أحاديث لا يتابعه غيره عليها" وقال الساجى: "له أحاديث مناكير، وفيه نظر، وهو صدوق "ومشاه أبو حاتم الرازى، ووثقه العجلى في "كتابه" [١/ ٢٧٢]، لكن تعقبه أبو العرب الصقلى قائلًا: "ليس يتابع أبو الحسن - يعنى العجلى - على هذا".
قلتُ: الحاصل أن الرجل واه كما قال الذهبى في الكاشف [١/ ٢٩٦]، ولا يعجبنى قول الحافظ: (صدوق يخطئ ويتشيع) والخبر هنا منكر جدّا من حديث عائشة، والمحفوظ عنها: هو ما مضى عند المؤلف [برقم ٢٧٣٢، ٤٨٠٠].
نعم: لحديث عائشة هنا: شواهد، لكن لا يصح منها شئ البتة.
٤٨٥٨ - صحيح: أخرجه أبو داود [٩٢]، والنسائى [٣٤٦]، وابن ماجه [٢٦٨]، وأحمد [٦/ ١٢١، ٢٣٤، ٢٣٨، ٢٤٩]، والدارقطنى في "سننه" [١/ ٩٤]، والبيهقى في "سننه" [٨٨٩]، وابن راهويه [١٢٧٠]، والطحاوى في "شرح المعانى" [٢/ ٤٩]، =

الصفحة 49