فقالت: كانت صلاته بالليل في شهر رمضان وفيما سوى ذلك ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر. قلت: أخبرينى عن صيامه، قالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صام من شهرٍ قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا.
٤٨٦١ - قال أبو الفضل: وسمعت سفيان، قال: قالت هي - يعنى عائشة - كان يكون عليَّ الصيام من رمضان، فما أصومه حتى يكون شعبان، كلها تخزى أن تصوم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فيما فسره سفيان.
٤٨٦٢ - حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا مبارك بن فضالة، حدّثنا الحسن، عن سعد بن هشام
---------------
٤٨٦١ - صحيح: هذا موصول بذيل الذي قبله؛ وأبو الفضل: هو العباس بن الوليد النرسى "شيخ المؤلف" وظاهره: أن سفيان يرويه عن عائشة منقطعًا، وليس كذلك، وإنما يرويه سفيان بإسناده الماضى عن ابن لبيد عن أبى سلمة عن عائشة به ...
ومن هذا الطريق أخرجه أبو عوانة [رقم ٢١٨٩، ٢٤١٢]، ولفظه: (إنه ليكون عليَّ قضاء من رمضان؛ فأكاد أن لا أقضيه حتى يكون شعبان) وقد توبع عليه ابن أبى لبيد: تابعه يحيى بن سعيد الأنصارى عن أبى سلمة عن عائشة قالت: (كان يكون عليَّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضى إلا في شعبان) أخرجه البخارى [١٨٤٩]، ومسلم [١١٤٦]، وجماعة كثيرة.
٤٨٦٢ - صحيح: أخرجه أحمد [٦/ ٩١، ١١٢]، والبيهقى في "الشعب" [٢/ رقم ١٤٢٦]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣/ ٣٨٠]، وابن جرير في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" [٨/ ١٨٩/ طبعة دار طيبة]، وغيرهم من طرق عن المبارك بن فضالة عن الحسن البصرى عن سعد بن هشام بن عامر عن عائشة به باختصار، وهو عند ابن جرير والبيهقى وابن عساكر بالفقرة المتعلقة بخلقه - صلى الله عليه وسلم - فقط، وهو عند أحمد بتلك الفقرة مع فقرة التبتل وحسب.
قلتُ: وسنده قوى مستقيم؛ والمبارك بن فضالة صدوق صالح الحديث؛ إلا أنه كان شديد التدليس، غير أنه صرح بالسماع عند المؤلف وابن عساكر والبيهقى؛ أما الحسن البصرى فيدلس أيضًا، إلا أنه قليل التدليس جدًّا، بحيث لا يليق الإعلال بعنعنته، كما كنا نفعله قبل ذلك بتهوُّر منا، والله يسامحنا على ذلك إن شاء الله؛ وقد رواه جماعة كثيرون عن الحسن بإسناده به ... =