كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 7)

سعيدٍ، عن جميع بن عمير، أن أمه، وخالته دخلتا على عائشة، فقالتا: يا أم المؤمنين كيف كانت إحداكن تصنع إذا هي حاضت؟ قالت: تشد عليها إزازًا، ثم يلتزم النبي - صلى الله عليه وسلم - بطنها وما فوق ذلك، قالتا: كيف يغتسل؟ قالت: يفيض على يديه ثم يستنجى، ثم يضرب بيده الأرض، ثم يفيض على رأسه ثلاثًا، قالت: وأما نحن، فنفيض خمسا من أجل الضفر.
قالتا: فأخبرينا عن عليٍّ، قالت: أي شئ تسألن عن رجلٍ وضع يده من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موضعًا، فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه، واختلفوا في دفنه، فقال: إن أحب البقاع إلى الله مكانٌ قبض فيه نبيه؟! قالتا: فلم خرجت عليه؟! قالت: أمرٌ قُضى لوددت أن أفديه ما على الأرض.
٤٨٦٦ - حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالحٍ الأزدى، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن ليث
---------------
= وابن راهويه [١٦٢٢]، والنسائى [٣٧٥]، وغيرهم من طرق عن صدقة بن سعيد الحنفى عن جميع بن عمير وأمه وخالته [وعند ابن ماجه "وعمته،" بدل: "أمه"] عن عائشة به نحوه ...
وهو عندهم جميعًا بالفقرة الثانية المتعلقة بكيفية الاغتسال فقط، سوى النسائي وحده، فهو عنده بالفقرة الأولى وحدها، ولفظه: (كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا، أن تتزر بإزار واسع ثم يلتزم صدرها وثدييها).
قلتُ: وسنده منكر مثل متنه، وصدقة بن سعيد وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" [٦/ ٤٦٦]، إلا أن الساجى قد قال: "ليس بشئ" وقال أبو حاتم: "شيخ" وضعفه ابن وضاح؛ وقال البخارى: "عنده عجائب".
قلتُ: وهذا الحديث من عجائبه، وشيخه (جميع بن عمير) إلى الترك ما هو، وقد كذبه ابن نمير بخط عريض، وقد مضى كلام النقاد بشأنه فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم ٤٨٥٧]، وأما (أمه) و: (خالته)، فهما من مجاهيل النسوة، والحديث منكر جدًّا بهذا السياق، لكن لصفة اغتساله - صلى الله عليه وسلم - طرق أخرى ثابتة عن عائشة به نحوه ... وقد فصلنا الكلام عليه في "غرس الأشجار".
٤٨٦٦ - صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٥/ رقم ٤٧٤٢]، وابن أبى الدنيا في العيال [رقم ٦٠٦]، من طريقين عن حفص بن غياث عن ليث بن أبى سليم عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة عن عائشة أم المؤمنين به. =

الصفحة 54