كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 7)

عن أبى التياح يزيد بن حميدٍ، عن ابن أبى مليكة، أن عائشة أقبلت ذات يومٍ من المقابر، فقلت لها: من أين أقبلت يا أم المؤمنين؟ قالت: من قبر أخى عبد الرحمن، فقلت لها: يا أم المؤمنين، أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، كان نهى عن زيارتها، وقد كان نهى عن لحوم الأضاحى أن تؤكل فوق ثلاثٍ، ثم أمر بأكلها، وكان نهى عن شرب نبيذ التمر.
---------------
= الأضاحى وما بعدها، وزادوا: (ثم أمر بزيارتها) ولفظ ابن راهويه: (رخص في زيارة القبور، وفى أكل لحوم الأضاحى، وكانوا لا يأكلونها إلا ثلاثًا، فقال: كلوا وأطعموا ما بدا لكم، وأرخص في نبيذ التمر) ولفظ البخارى في "الأوسط": (عن ابن أبى مليكة ... أنه انطلق يزور عائشة، فقالت: زرت قبر عبد الرحمن، قلتُ: وتزار القبور؟! قالت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص لى في زيارة القبور، وأكل الأضاحى والجراد) وهو عنده في "الكبير" إشارة.
قال البوصيرى في مصباح الزجاجة [١/ ٢٤٠]: (هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، بسطام بن مسلم وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود وغيرهم، وباقى رجال الإسناد على شرط مسلم) وقال البيهقى عقب روايته: "تفرد به بسطام بن مسلم البصرى".
وتعقبه الإمام في "الإرواء" [٣/ ٢٣٤]، قائلًا: "قلتُ: وهو ثقة اتفاقًا، فالحديث صحيح ... " وقال الإمام أيضًا في أحكام الجنائز: "سكت عنه الحاكم، وقال الذهبى: "صحيح" وقاله البوصيرى: "إسناده صحيح؛ رجاله ثقات" وهو كما قالا" ثم نقل عن العراقى في المغنى [٤/ ٢١٤] قوله: "أخرجه ابن أبى الدنيا في "القبور" بإسناد جيد".
قلتُ: وهو كما قالوا جميعًا، لولا أنه معلول، فقد سئل الإمام أحمد عن طريق بسطام هذا، كما في "العلل" [١/ ٥٤٥/ رواية عبد الله]، فقال: "هو خطأ، إنما الحديث حديث أيوب - يعنى السختيانى - عن ابن أبى مليكة عن أبى الزناد عن بعض الكوفيين" ونحوه أشار البخارى في "الكبير" و "الأوسط" عقب روايته، وهو الذي جزم به الدارقطنى في "العلل" [١٤/ ٨٤]، بعد أن ساق الاختلاف في سنده على ابن أبى مليكة، وهذا هو الصواب بلا ريب عندى، كما فصلته في "غرس الأشجار" وقد أشار ابن القيم إلى إعلاله في حاشيته على "السنن" [٩/ ٤٣].
وله طرق أخرى عن ابن أبى مليكة عن عائشة ببعض فقراته، ولا يثبت منها شئ أصلًا، اللَّهم إلا ما كان من زيارة عائشة لقبر أخيها عبد الرحمن، فهذا قد علقه البخارى في "تاريخه" "الأوسط" [٢ - / ١٢٤]: فقال: "وروى حماد بن زيد عن أبى التياح عن ابن أبى مليكة: =

الصفحة 60