الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر، يفلى ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.
---------------
= قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة، رجاله كلهم رجال "الصحيح"؛ ومعاوية بن صالح تكلم فيه بعضهم، إلا أنه لا يزال متماسكًا مع الدين والعلم؛ لكن اختلف عليه في إسناده، فرواه عنه الليث واختلف عليه هو الآخر، فرواه حجين بن المثنى عنه على الوجه الماضى؛ وتابعه حجاج الأعور عند المؤلف؛ وتابعهما خالد بن القاسم المدائنى كما ذكره الدارقطنى في "العلل" [٢/ ٣٨٣].
وخالفهم جميعًا: حماد بن خالد الخياط، فرواه عن الليث فقال: عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة به مثله ... ، فجعل شيخ يحيى فيه هو: (القاسم) بدل: (عمرة) هكذا أخرجه أحمد [٦/ ٢٥٦]: وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات [رقم ٩٩٩]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ٥٨]، وحماد بن خالد وإن كان ثقة روى له الجماعة إلا البخارى؛ فإن رواية الجماعة عن الليث أصح؛ لكون الليث توبع عليه هكذا:
١ - فتابعه ابن وهب عن معاوية عن يحيى عن عمرة عن عائشة به مثله ... عند ابن حبان [٥٦٧٥]، وأبى نعيم في "الحلية" [٨/ ٣٣١]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ٦٠].
٢ - وعبد الله بن صالح كاتب الليث: على مثله أيضًا: عند البيهقى في "الدلائل" [رقم ٢٧٦]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ٥٨]، والذهبى في "سير النبلاء" [٧/ ١٥٨]، وهو عند البخارى في "الأدب المفرد" [رقم ٥٤١]، والترمذى في "الشمائل" [رقم ٣٤٢]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة" [٦/ ٤٢١]، وليس عند البخارى قوله: (ويخدم نفسه).
وقال الذهبى عقبه: "هذا حديث صالح الإسناد ... ".
قلتُ: وهذا الوجه عن معاوية بن صالح: هو الذي أشار الدارقطنى إلى ترجيحه في علله [١٣/ ٣٥١]، وسنده جيد؛ لكن قد اختلف على يحيى بن سعيد الأنصارى في سنده على ألوان، مضى لون منها [برقم .... ]، وهو اختلاف لا يضر إن شاء الله؛ لكونه يدور على الثقات من مشيخته، أمثال: (عمرة؛ والقاسم؛ ومجاهد، وعروة) وكلهم ممن صح له السماع من عائشة؛ وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه ...
مضى بعضها عند المؤلف [برقم ٤٦٥٣، ٤٨٤٧]. واللَّه المستعان.
• تنبيه: قد تصحف: (عمرة) إلى: (عروة) في نسخة الإمام الألبانى من "الأدب المفرد" =