كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 7)

٤٨٨٣ - حَدَّثَنَا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا فضيل أبو معاذٍ، عن أبى حريزٍ، عن الشعبى، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان إذا أراد أن يزوج امرأةً من نسائه، قال: "إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ يَخْطُبُ فُلانَةَ ابْنَةَ فُلانٍ".
---------------
٤٨٨٣ - قوى بشواهده: أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٤/ ١٦٠]، من طريق الساجى عن نصر بن عليّ عن يزيد بن زريع عن فضيل أبى معاذ عن أبى حريز عن الشعبى عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كان إذا زوج بنتًا من بناته أتى اليبت، قال: إن فلان بن فلان يخطب فلانة بنت محمد).
قلتُ: هذا إسناد منكر، وفيه علل:
الأولى: الشعبى عن عائشة مرسل، كما جزم به ابن معين وأبو حاتم الرازى كما في "المراسيل" [ص ١٦٠ - ١٦١].
والثانية: وفضيل أبو معاذ: هو ابن ميسرة العقيلى الثقة المعروف؛ لكن اختلطت عليه أحاديث (أبى حريز) فحملها عن مجهول عنه، فقد سأله يحيى القطان عن أحاديثه عن أبى حريز، فقال له: "سمعتها، فذهب كتابى: فأخذته بعد ذلك من إنسان" كما في "كامل ابن عدى" [٤/ ١٥٩ / ترجمة أبى حريز القاضى]، هكذا حملها عن إنسان، وما إنسان؟!
ولا يفهم من هذا: أن تكون روايات فضيل عن أبى حريز: مدلسة؛ لأنه صح له السماع منه كما مضى؛ لكن ضاع كتابه عنه؛ فاختلطت عليه أحاديثه؛ ثم وجده بعد ذلك عند إنسان، ولم يذكر اسم هذا الإنسان أو حاله، حتى نأمن أنه لن يزيد في كتابه ما ليس منه، فربما كان مزورًا أو رجل سوء، فيتوفف في رواية فضيل عن أبى حريز لهذا.
والثالثة: أبو حريز: اسمه عبد الله بن الحسين البصرى: مختلف فيه، والتحقيق أنه منكر الحديث كما قاله الإمام أحمد وغيره، وحديثه هذا أنكره عليه ابن عدى، وساقه له في ترجمته من "الكامل" ثم قال في ختامها: "ولأبى حربز هذا من الحديث غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه" وقد اضطرب فيه أبو حريز هذا أيضًا، كما ذكرناه في "غرس الأشجار" وللحديث طريق آخر عن عائشة به نحوه .. في سياق أتم، يرويه أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عنها به ...
أخرجه أحمد [٦/ ٧٨]، وجماعة؛ وسنده منكر أيضا، وقد اختلف فيه على ابن أبى كثير على ألوان معدودة، والمحفوظ فيه مرسل، كما شرحناه في "غرس الأشجار" وهو الذي جزم به أبو زرعة وصاحبه والدارقطنى والبيهقى وغيرهم. =

الصفحة 69