أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت ست سنين، وبنى بى وأنا بنت تسع سنين، فقدمنا المدينة فوعكت شهرًا، فوفى شعرى جميمةً، فأتتنى أم رومان، وأنا على أرجوحةٍ، فصرخت بى، فأتيتها، وما أدرى ماذا يراد منى، فأخذت بيدى، فأوقفتنى على الباب، فقلت: هه هه، حتى ذهب نَفَسِى، فأدخلتنى بيتًا، فإذا نسوةٌ من الأنصار، فقلن لى: على الخير والبركة، على خير طائرٍ، فأسلمتنى إليهن، فغسلن رأسى وأصلحننى، فلم يرعنى إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمننى.
٤٨٩٨ - حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: واللَّه، إنى لفى بيتى ذات يومٍ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الفناء، والستر بينى وبينهم، إذ أقبل طلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلَى رَجُلٍ يَمْشِى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، فَلْيَنْطرْ إلَى طَلْحَةَ".
---------------
٤٨٩٨ - حسن المرفوع منه: أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٩/ رقم ٩٣٨٢]، وأبو نعيم في "الحلية" [١/ ٨٨]، وابن بشران في "الأمالى" [رقم ٣٨٧]، وابن سعد في "الطبقات" [٣/ ٢١٨]، وابن عدى في "الكامل" [٤/ ٦٩]، والخلال في "السنة" [٢/ رقم ٧٣٧]، وابن عساكر في "تاريخه" [٢٥/ ٨٤]، وغيرهم من طرق عن صالح ابن موسى الطلحى عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة به نحوه.
قال الهيثم فيه "المجمع" [٩/ ٣٠٧]: "رواه أبو يعلى والطبرانى؛ في "الأوسط" وفيه صالح بن موسى، وهو متروك".
قلتُ: وهو كما قال؛ وقد تلون فيه صالح هذا على وجوه، كلها ساقطة من طريقه، وفى ترجمته من "الكامل في "الضعفاء" ساق له ابن عدى هذا الحديث، وقال في ختام ترجمته: "ولصالح من الحديث غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه ... " ثم قال: "وأكبر ما يلحقه في أحاديثه: ما يرويه في جده طلحة من الفضائل فيما لا يتابعد أحد عليه".
قلتُ: وللحديث طرق وشواهد أخرى كلها معلولة لا يصح منها شئ، اللَّهم إلا طريقًا واحدًا مضى عند المؤلف في (مسند طلحة بن عبيد الله) [برقم ٦٦٣]، وسنده صالح؛ فإن كنا قد ضعفناه هناك، فقد تراجعنا عن ذلك هنا. =