٤٩٠٠ - حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا حفصٌ، عن داود، عن الشعبى، عن مسروق، قال: سألت عائشة عن الآية التى فيها الرؤية، فقالت: أنا أعلم هذه الأمة بهذه، وأنا سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، قال: "رَأَيْتُ جِبْرِيلَ"، ثم قالت: من زعم أن محمدًا رأى ربه، فقد أعظم الكذب على الله.
---------------
= وجاء الزبير بن بكار وروى هذا الخبر عن ابن عيينة عن مسعر فقال: (عن رجل أنه سمع عبد الله بن الزبير يقول: كان اسم أبى بكر الصديق: عبد الله بن عثمان) ووهم فيه ابن بكار، لأن المحفوظ عن ابن عيينة هو أنه يرويه عن مسعر عن عتبة - وأراه الرجل المبهم في رواية ابن بكار - عمن سمع ابن الزبير يقوله، كما مضى؛ فلم يسمعه عتبة من ابن الزبير أصلًا، وإنما سمعه بواسطة مجهولة عنه.
وعلى كل حال: فالحاصل: أن المحفوظ عن ابن عيينة هو ما رواه أحمد بن حنبل والحميدى وغيرهما عنه على الوجه الماضى دون المرفوع من الحديث، وأحمد والحميدى أحفظ وأتقن وأجل من حامد بن يحيى البلخى بدرجات، فلعل حامدًا دخل له حديث في حديث، لاسيما وقد رأيته كان ربما شك في روايته عن سفيان، ويقول: (عن سفيان عن ابن عجلان وزياد بن سعد أو أحدهما عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به .... ) كما أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [٣٠/ ٩]، لكن الإسناد إليه مغموز، وسواء كان ما ذكرناه من مخالفة حامد في سنده عن ابن عيينة: هي العلة القادحة أم لا، فينبغى التسليم لأبى حاتم ببطلان هذا الطرق البتة.
والمنصف حقًا: هو من يعرف قدر نفسه إزاء أبى حاتم وغيره من أئمة النقد والتعليل؛ طالما أنه ليس بيده برهان قوى على درء كلام هؤلاء الفحول سوى سلامة الإسناد فيما يبدو للأعين الرمد، مع ما تقرر في "المصطلح" خلاف قولهم، واللَّه المستعان.
٤٩٠٠ - صحيح: أخرجه مسلم [١٧٧]، والترمذى [٣٠٦٨]، وابن حبان [٦٠]، والنسائى في "الكبرى" [١١٥٣٢]، وابن راهويه [١٤٣٩]، والطبرى في "تفسيره" [٥/ ٢٩٤] و [١١/ ٥١٢]، وابن منده في "الإيمان" [٢/ ٧٦١ - ٧٦٢، ٧٦٣، ٧٦٤]، وابن خزيمة [٣٢٤، ٣٢٥، ٣٢٦]، وأبو عوانة [رقم ٣٠٤، ٣٠٨]، والبيهقى في "الأسماء والصفات" [رقم ٩٢٣، ٩٢٤]، وغيرهم من طرق عن داود بن أبى هند عن الشعبى عن مسروق عن عائشة به نحوه في سياق أطول].
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". =