كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 8)

٥٧١٣ - حَدَّثَنَا أبو موسى محمد بن المثنى، حدّثنا بكر بن بكارٍ، حدّثنا يوسف بن صهيبٍ، عن زيدٍ العمى، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُحِبُّ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَتُكْشَفَ كُرَبُهُ، فَلْيُيَسِّرْ عَلَى مُعْسِرٍ".
٥٧١٤ - حَدَّثَنَا هاشم بن الحارث، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن عبد الله بن محمد
---------------
٥٧١٣ - ضعيف: أخرجه أحمد [٢/ ٢٣]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [٨٢٦]، وابن أبى الدنيا في "قضاء الحوائج" [١٠١]، وابن شاهين في "الترغيب" [٤٦٩]، وابن حبان في "المجروحين" [١/ ٣٠٩]، وغيرهم من طرق عن يوسف بن صهيب عن زيد بن الحوارى عن ابن عمر به.
قلتُ: هذا إسناد منكر، وزيد العمى ضعيف عندهم، وكان صاحب مناكير وعجائب، وقد مشاه من لم يخبر حاله، وقد تناوله ابن حبان شديدًا، وساق له هذا الحديث من مناكيره في "المجروحين" من طريق المؤلف به ... إلا أنه وقع عنده: (عن زيد العمى عن أنس بن مالك)، كذا، كأن ابن حبان قد كتبه من حفظه فوهم، وإلا فإن زيدًا يرويه عن (ابن عمر) عند المؤلف ومن أخرجه، وزيد لا يصح له سماع من أحد من الصحابة على التحقيق، فالحديث منقطع مع ضعفه ووهائه.
والحديث: ذكره ابن طاهر في "معرفة التذكرة" [١/ ٢٢٩]، وقال: "فيه زيد العمى ضعيف جدًّا" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٣/ ١١٤]: "مدار حديث ابن عمر هذا على زيد العمى وهو ضعيف ... " وغامر صاحبه الهيثمى في "المجمع" [٤/ ٢٣٩]، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى ... ورجال أحمد ثقات" وأقره المناوى عليه في "الفيض" [٦/ ٥٠]، وهى وهلة منه بلا ريب، ولا يوافق على توثيق زيد العمى أصلًا، نعم وثقه ومشاه من لم يُحِطْ بحاله خبرًا، وجمهور نقاد الصنعة على تضعيفه، وهو الصواب بلا جدال، وعادة الهيثمى في الرواة المختلف فيهم: هو الأخذ بالتوثيق ومغادرة الجرح، هكذا بلا ميزان، وهذا من الشواهد الكثيرة الدالة على أنه - يرحمه الله - لم يكن - على جلالته - من أحلاس هذا العلم، ومثله صاحبه الشهاب البوصيرى، مع كونه أبصر منه بقواعد هذا الفن.
وللحديث شواهد نحو لفظه هنا: وكلها معلولة لا تثبت، وقد رأيت المنذرى: قد أشار إلى ضعف الحديث في "ترغيبه".
٥٧١٤ - ضعيف بهذا السياق: أخرجه حمد [٢/ ٩٦]، من طريق زكريا بن عدى عن عبيد الله بن عمرو الرقى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر به. =

الصفحة 14