كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 8)

أبى سعيدٍ، عن أبى هريرة؛ وعن عمه عبد الرحمن بن يسارٍ، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى، لأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ إلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَإنَّهُ إذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، هَبَطَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، يَقُولُ: أَلا تَائِبٌ؟ أَلا سَائِلٌ يُعْطَى؟ أَلا دَاعٍ يُجَابُ؟ أَلا مُذْنبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِى فَيُشْفَى؟ ".
---------------
= وهذا إسناد ضعيف معلول، أما ضَعْفُه؛ فلكون ابن إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وهو شديد التدليس، وأما إعلاله: فقد خولف فيه يونس بن بكير - وهو صدوق يخطئ - خالفه إبراهيم بن سعد الزهرى، ومحمد بن سلمة الحرانى، وأحمد بن خالد الوهبى، كلهم رووه عن ابن إسحاق قال: حدثنى سعيد المقبرى عن عطاء مولى أم صبية عن أبى هريرة به نحوه .... ، وزادوا فيه واسطة بن (سعيد المقبرى) و (أبى هريرة).
هكذا أخرجه أحمد [١/ ١٢] و [٢/ ٥٠٩]، والدارمى [١٤٨٤]، وأبو سعيد الدارمى في الرد على الجهمية [ص ٧٨]، والدارقطنى في "النزول" [رقم ٣٥, ٣٦]، والطبرى في "تهذيب الآثار" كما في "الإعلام" لمغلطاى [١/ ١٠٣١]، وغيرهم من طرق عن ابن إسحاق بإسناده به نحوه ... وزادوا جميعا في أوله: (لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).
قلتُ: وهذه الزيادة وحدها: عند النسائي في "الكبرى" [٣٠٤٠]، والبخارى في "تاريخه" [٦/ ٤٦٢]، وهذا الوجه: هو المحفوظ عن ابن إسحاق؛ وقد صرح فيه بالسماع عند جماعة؛ لكن في الإسناد جهالة (عطاء مولى أم صبية) فهو شيخ مدنى مغمور، ولم يُؤْثَر توثيقه عن غير ابن حبان أصلًا، وقد اختلف في سند هذا الحديث على سعيد المقبرى على ألوان شتى، المحفوظ منها وجهان: هذا أحدهما، والثانى: ما رواه جماعة عن عبيد الله العمرى عن سعيد عن أبى هريرة به نحوه دون الفقرة الأخيرة، مع الزيادة الماضية في رواية ابن إسحاق آنفًا: وهذا الوجه: أخرجه أحمد [٢/ ٤٣٣]، وجماعة من طرق عن عبيد الله العمرى به.
قلتُ: وسنده حجة؛ وهو عند جماعة كثيرة به مفرقًا أيضًا، وستأتى الفقرة الأولى مع الزيادة المشار إليها هنا: من هذا الطريق عند المؤلف [٦٦١٧]، وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
والإِسناد الثاني: يرويه ابن إسحاق عن عمه عبد الرحمن بن يسار عن عبيد الله بن أبى رافع عن عليّ بن أبى طالب به. =

الصفحة 683