كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 9)

بن أبى سعيدٍ، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ هَذَا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ - قَالَ يَحْيَى: ذَكَرَ شَيْئًا لا أدْرى مَا هُوَ - بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ، لَهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
---------------
= قال الهيثمى في "المجمع" [٢٦٤٣]: "رواه أبو يعلى، وفيه داود العطار، وفيه كلام".
قلتُ: كذا قال، كأنه تبع أبا الفتح الأزدى في قوله عن داود: (يتكلمون فيه) كذا، وهو المتكلَّم فيه حقًا، ثم ما هذا الكلام؟! وما شأنه في غمز الرجل؟! وما قيمة هذا المتكلم أصلا، والأزدى متى ينفرد بالقدح فيمن ثبتت عداله وأمانته؛ لا يُنْظَر إليه وقدوحه، وداود العطار: إمام ثقة ثبت متقن ورع عالم فقيه محدث جليل الشأن؛ اتفقت كلمة النقاد على توثيقه والثناء عليه؛ وقد غامر الحاكم (صاحب المستدرك) ونقل تضعيفه عن ابن معين، ولم يثبت عنه كما جزم به الحافظ وغيره؛ والمحفوظ عن ابن معين: هو توثيق داود قولًا واحدًا، وسائر رجال الإسناد من رجال الشيخين.
وقد رأيت الهيثمى في موضع آخر من "المجمع" [١٠/ ٤٣٠]، قد حسَّن إسناد الحديث هنا، وكذا صحح سنده الإمام في "الصحيحة" [رقم ١٥٩٢]، وهو كما قال، لولا أنه معلول البتة! فقد اختلف في سنده على داود العطار، فرواه عنه عباس وعبد الأعلى النرسيان كلاهما على الوجه الماضى، وخالفهما: أسد بن موسى وإبراهيم بن محمد الشافعي، فروياه عن داود العطار فلم يذكرا (أبا سعيد المقبرى) في سنده، بين سعيد المقبرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل" [١٢/ ١٥٢].
وأنا أخشى أن يكون ذِكْرُ أبى سعيد المقبرى قد سقط من سند الطحاوى، ثم وقفت على "علل الدارقطنى" [١٠/ ٣٨٥ - ٣٨٦]، فوجدته قد ذكر الوجهين عن داود العطار، ثم قال: "وكلاهما وهم" ثم قال: "وإنما روى هذا الحديث: المقبرى عن عبيد عن خولة بنت قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
قلتُ: وقبله سئل أبو زرعة الرازى عن رواية داود العطار أيضًا كما في "العلل" [رقم ٦٤٦]، فقال: "هذا خطأ، إنما هو سعيد المقبرى عن عبيد سنوطا أبى الوليد عن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " فقيل لأبى زرعة "الخطأ ممن هو؟! " فقال: "لا أعلم، كذا رواه داود العطار".
قلتُ: فإن لم يكن داود هو المخطئ فيه، فلعل الخطأ من شيخه (إسماعيل بن أمية). =

الصفحة 19