كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= قلتُ: وعبد الرحمن هذا وإن كان ضعيفًا منكر الحديث - من رجال الترمذى وابن ماجه - إلا أن تعصيب الجناية برقبته وحده، ليس بالعدل، فَلْيتقاسمها هو والراوى عنه بالسوية، وإن كان الحمل على (عبد الله بن إبراهيم) في هذا الحديث: هو الأشبه؛ وإليه مال ابن حبان كما مضى.
وقد تلون فيه هذا الغفارى الهالك، فعاد ورواه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: عن أبيه عن ابن عمر به نحوه ...
هكذا أخرجه البزار في "مسنده" كما في "اللالئ المصنوعة" [١/ ٢٧٢] , ثم جاء عبد المنعم بن بشير المصرى؛ وروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى به نحوه في سياق أتم، هكذا أخرجه الديلمى في "مسند الفردوس" كما في "اللآلئ" [١/ ٢٧٣].
قلتُ: وعبد المنعم هذا هالك مثل الشيخ الغفارى، بل رماه الإمام أحمد وغيره بالكذب المحض، فكأنه سرقه - ذلك اللص - من الغفارى، ثم ركَّب له ذلك الإسناد الموضوع، كيما يفضحه الله بين نفسه والناس.
ثم إن ابن عراق الشافعي: قد أشار في "تنزيه الشريعة" [١/ ٤٢٣]، إلى أن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، ثم قال: "وأسانيدها ضعيفة، يشد بعضها بعضا؛ فيلْتَحِق الحديث بدرجة الحسن).
كذا قال هذا الرجل، كأنه خُدِعَ بقول السيوطى في "اللآلئ" [١/ ٢٧١]: "قلتُ: الذي أستخير الله فيه: الحكم على الحديث بالحسن، لا الوضع ولا بالضعف، لكثرة شواهده".
قلتُ: ثم ساق له شواهد كلها مناكير وبواطيل، وتلك التى يُحَسِّن بها الحديث، وهكذا يكون تساهل السيوطى الذي لا يطاق أصلًا، نعم: هناك شاهد من حديث ابن عباس عند الخطيب في "تاريخه" [٥/ ٤٤٤]، بإسناد ظاهره الاستقامة، وقد ساقه الذهبى في ترجمة (محمد بن عبد الله بن يوسف الهلالى) من "الميزان" [٦١٠٣]، ثم قال: "سكت الخطيب عن هذا، وهو أيضًا باطل، ما أدرى من يغش فيه؟! فإن هؤلاء ثقات".
قلتُ: الحديث عند الخطيب من طريق أبى حفص بن شاهين [وهذا في كتابه "السنة" كما في "اللآلئ"] عن إبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدى [وقد تحرف (إبراهيم) عند الخطيب إلى (إسماعيل) كما في طبعة (الكتب العلمية)، وكذا هو في (طبعة دار الغرب الإسلامي/ تحقيق =

الصفحة 22