كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 9)

فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففتح الله عليه، قال: فطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبيت وصلى ركعتين، ثم خرج من الباب الذي يلى الصفا، فصعد الصفا فخطب الناس، والأنصار أسفل منه، فقالت الأنصار بعضهم لبعضٍ: أما الرجل فقد أخذته رأفةٌ بقومه، والرغبة في قريته، فأنزل الله تعالى عليه الوحى بما قالت الأنصار، فقال: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ!، تَقولُونَ: أَمَّا الرَّجُل فَقَدْ أَدْرَكَتْة الرَّأْفَة بِقَوْمِهِ، وَالرَّغْبَةُ فِي قَرْيَتِهِ؟ فَمَنْ أَنَا إِذَا؟ كَلَّا وَاللَّهِ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَإِن المحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالممَاتَ مَمَاتُكُمْ"، قالوا: يا رسول الله، ما قلنا ذلك إلا مخافة أن تفارقنا، قال: "أَنْتُمْ صَادقُونَ عِنْدَ اللَّهِ، وَعِنْدَ رَسولِهِ"، فوالله ما منهم أحدٌ إلا بل نحره بدموعٍ من عينه.
٦٦٤٨ - حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب المقابري، حدّثنا إسماعيل، قال: حدثني محمدٌ، عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِزْرَةُ
---------------
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وقد تُوبع عليه سلام بن مسكين؛ تابعه سلمان بن أبي المغيرة وحماد بن سلمة كلاهما عن ثابت البناني به في سياق طويل، وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
٦٦٤٧ - صحيح: أخرجه أحمد [٢/ ٥٠٤]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" [رقم ٢٢٩]، ومن طريقه أبو عوانة في "مستخرجه" [رقم ٨٦٠٧]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة المدني عن أبي هريرة به.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه النسائي في "الكبرى" [٩٧١٢]، وسنده حسن صالح؛ ومحمد بن عمرو: صدوق متماسك؛ وشيخه (عبد الرحمن بن يعقوب) ثقة مشهور من رجال مسلم؛ وقد خولف فيه محمد بن عمرو، خالفه العلاء بن عبد الرحمن، فرواه عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به نحوه ... ، هكذا أخرجه مالك وأبو داود وابن ماجه والنسائي في "الكبرى" وأحمد وجماعة كثيرة من طرق عن العلاء به.
قلتُ: والوجهان محفوظان عن (عبد الرحمن بن يعقوب) فهو يرويه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري به ... فهكذا رواه ورقاء بن عمر: عن العلاء فقال: عن أبيه عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به نحوه ... أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" ... =

الصفحة 46