كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= للمؤلف" يعنى السيوطى، فإنه حَسَّنه في "الجامع الصغير" فتعقبه المناوي أيضًا في "الفيض" [١/ ٢٥٥٦]، بقول المنذري الماضي، وقال: "وبه يعرف: أن رمز المصنف لحسنه تقصير، وحقه الرمز لصحته".
قلتُ: وحقك أنت يا مناوى أن تكتفى بنقل العلماء ولا تزيد عليه ما أنت مغرم به من التشنيع على السيوطى في كل ما دَقَّ وجَلَّ، مع كونك ما تُحسن من تلك الصناعة شيئًا أصلًا، وكلامك فيها يدل على تخبط عظيم، كشفه لك أبو الفيض الغماري في كتابه "المداوى" ولا نقره على تحامله عليك في مواطن منه؛ كما لا نقرك على تسافهك في حق شيخ شيوخك أبي الفضل السيوطي في مواضع من "فيضك" و"تيْسيرك".
ثم جاء الهيثمي وقال في "المجمع" [٨/ ٦٧]: "رواه الطبراني في الأوسط، وقال: "لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد" ورجاله رجال الصحيح غير مسروق بن المرزبان، وهو ثقة".
قلت: هكذا الهيثمي هو الآخر، دَيْدَنُه: تقديم التعديل على التجريح مطلقًا، في هؤلاء النقلة المختلف فيهم، ومسروق بن المرزبان من هؤلاء كما مضى، فقد سبق أن أبا حاتم ضَعَّفه، وقال عنه صالح جزرة: "صدوق" وذكره ابن الجوزى وغيره في الضعفاء، فترك الهيثمي كل هذا، واختار توثيقه، لكون ابن حبان قد ذكره في "الثقات" وهكذا تجد الرجل - كثيرًا - ما يقدم توثيق ابن حبان على كل جرح وتجريح، وهلا توسط بشأن مسروق كما توسط صاحبه الحافظ ابن حجر في (التقريب) وقال عنه: "صدوق له أوهام "؟! لكن مثل هذا النهج المعتدل في الرواة المختلف فيهم؛ لا يتقنه الهيثمي أصلًا، ولو أتقنه؛ لأكثر من استخدامه في كتبه، وما فعل.
ثم جاء الإمام في "الصحيحة" [رقم ٦٠١]، وساق الحديث من طريق مسروق بن المرزبان بإسناده ... به ... ثم قال: "وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مسروق، وهو صدوق له أوهام كما قال الحافظ، فمثله حسن الحديث، فلا يرتقى حديثه إلى درجة الصحيح".
قلتُ: وقبله حَسَّنه ابن مفلح في "الفروع" [٣/ ١٢١]، وفى "الآداب الشرعية" [٢/ ٣٧٩]، وكل ذلك غفلة منهم جميعًا: عن كون الحديث لا يصح من هذا الوجه أصلًا، بل هو منكر لم يتابع مسروق عليه، وهو مع ما قيل فيه؛ فقد خولف في رفعه كما مضى، والمحفوظ عن حفص بن غياث: هو ما رواه عنه ابن أبي شيبة بإسناده به موقوفًا كما مضى. =

الصفحة 49