كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 9)

٦٦٥٠ - حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن ثابتٍ، عن أبي عثمان، أن أبا هريرة كان في سفرٍ، فلما نزلوا ووضعت السفرة، بعثوا إليه وهو يصلى، فقال: إنى صائمٌ، فلما كادوا أن يفرغوا، جاء فجعل يأكل، فنظر القوم إلى رسولهم، فقال: ما تنظرون؟ قد واللَّه أخبرني أنه صائمٌ، فقال أبو هريرة: صدق، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "مَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَقَدْ صَامَ الدَّهرَ كلَّهُ"، وقد صمت ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، فلى الشهر كله، ووجدت تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: ١٦٠]، وقرأه مرةً أخرى، فقال: وقد صمت ثلاثة أيامٍ من أول الشهر، وأنا مفطرٌ في تخفيف الله، صائمٌ في تضعيف الله عز وجل.
---------------
= ويؤيد كون الحديث لا يصح إلا موقوفًا من هذا الوجه: أن كنانة مولى صفية بنت حيى بن أخطب قد رواه أيضًا عن أبي هريرة بشطره الأول به موقوفًا عليه، عند البيهقي في "الشعب" [٦/ رقم ٨٠٧٧٠]، والبخاري في "الأدب المفرد" [رقم ١٠١٥]، وجماعة ..
وكنانة هذا: وإن كان مجهول الحال، بل تكلم فيه الأزدي أيضًا، إلا أنه متابع عليه كما عرفت!.
نعم: قد ورد الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة به مرفوعًا مع زيادة في أوله، عند ابن شاهين في الفضائل [رقم ٤٩٢]، إلا أن سنده هناك مظلم قاتم.
وفى الباب: شاهد مرفوع من حديث عبد الله بن مغفل عند الطبراني في "معاجمه الثلاثة" وجماعة غيره، إلا أن سنده ضعيف معلول، وهذا الشاهد مع طريق أبي هريرة الذي قبله: يَرُدَّان على الطبراني دعواه السابقة من كون هذا الحديث من طريق مسروق بن المرزبان: (لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد) ولا يصح في هذا الباب شيء إلا الموقوف على أبي هريرة وحسب.
٦٦٥٠ - صحيح: أخرجه النسائي [٢٤٠٨]، والطيالسي [٢٣٩٣]، وابن راهويه [١٢]، وأحمد [١٣/ ٢٢] و [١٤/ ٥٣٨] و [١٦/ ٣٨٨]، - طبعة الرسالة - والبيهقي في "سننه" [٨٢٢٠]، وأبو نعيم في "الحلية" [١/ ٣٨٢]، وابن شاهين في "الترغيب" [رقم ١٣٨]، والطبري في "تهذيب الآثار" [١/ ٣٣٢/ مسند عمر]، والآبنوسي في "مشيخته" [رقم ١٠٠]، والذهبي في "سر النبلاء" [١٦/ ٥٤٨ - ٥٤٩]، وغيرهم من طرق عن حمادٍ بن سلمة عن ثابت البناني=

الصفحة 50