كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 9)

مِنْكُنَّ، وَإنِّى رَأَيْتُ أنَّكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَقَرَّبْنَ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا اسْتَطَعْتُنَّ"، وكانت في النساء امرأة عبد الله بن مسعودٍ، فانطلقت إلى عبد الله بن مسعودٍ، فأخبرته بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذت حليًا لها، فقال ابن مسعودٍ: أين تذهبين بهذا الحلى؟ قالت: أتقرب به إلى الله عز وجل ورسوله عليه السلام، لعل الله أن لا يجعلنى من أهل النار، فقال: هلمى ويلك، تصدقى به عليّ وعلى ولدى، فإنا له موضعٌ، فقالت: لا واللَّه حتى أذهب به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهبت تستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: هذه زينب تستأذن يا رسول الله، فقال: "أَيُّ الزَّيَانِبِ هِىَ؟ " قال: امرأة عبد الله بن مسعودٍ، قال: "ائْذَنُوا لَهَا"، فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إنى سمعت منك مقالةً، فرجعت إلى ابن مسعودٍ فحدثته، وأخذت حليًا أتقرب به إلى الله عز وجل وإليك، رجاء أن لا يجعلنى الله من أهل النار، فقال لى ابن مسعودٍ: تصدقى به على وعليَّ بَنِيَّ، فإنا له موضعٌ، فقلت: حتى أستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَصَدَّقِى عَلَى بَنِيهِ وَعَلَيْهِ، فَإنَّهُمْ لَهُ مَوْضِعٌ".
ثم قالت: يا رسول الله، أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا: "مَا رَأَيْتُ مِنْ
---------------
= وجاء القاسم بن سلام ويحيى بن أيوب المصرى وغيرهما، فرووه عن إسماعيل فقالوا: (عن (عمرو عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به .. نحوه ... ) فأسقطوا منه (أبا سعيد) وأبدلوه بـ (ابنه سعيد).
١ - ورواية القاسم بن سلام: عنده في "الأموال" [٢/ رقم ١٦٤٧/ طبعة دار الهدى]، ومن طريقه الخرائطى في "اعتلال القلوب" [رقم ١٢٤٨].
٢ - وأما رواية: يحيى بن أيوب: فهى عند المؤلف هنا، وكذلك هي عند مسلم أيضًا، لكن وقع عنده: (عن المقبرى) هكذا دون تمييزه، وأبو سعيد وابنه سعيد: كلاهما يقال له (المقبرى) وعمرو بن أبى عمرو: قد روى عن الرجلين جميعًا.
* والصواب: في هذا الحديث، هو الوجه الأول: (عن إسماعيل عن عمرو عن أبى سعيد المقبرى عن أبى هريرة به .... ) فالحديث: يرويه أبو سعيد كيسان المقبرى؛ وليس ابنه سعيد.
وبرهان هذا: أن جميع من روى هذا الحديث هنا: إنما رواه من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو به ... وهو في "جزء إسماعيل بن جعفر" [رقم ٣٥٠]، على الصواب كما ذكرنا. =

الصفحة 6