كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= ولم ينفرد به ابن زياد: بل تابعه عليه عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث عن العباس به نحوه ... أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" [رقم ٢٩٣]، ومن طريقه الضياء في "المختارة" [٨/ ٣٨٠٠]، من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن أبي أحمد الزبيري عن شريك القاضي وقيس بن الربيع كلاهما عن عبد الملك به.
قلتُ: وهذه متابعة مغموزة، وشريك وقيس فيهما مقال معروف، لكن رواية أحدهما تقوى رواية الآخر إن شاء الله.
وللحديث طريق آخر: يرويه حاتم بن أبي صغيرة عن بعض بنى المطلب عن عليّ بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده به نحوه في سياق أتم: أخرجه أحمد [١/ ٢٠٦]، وابن سعد في "الطبقات" [٤/ ٢٨]، من طريقين عن حاتم به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض بنى عبد المطلب!.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" [٤/ ٢٨]، من طريق عارم بن الفضل عن حمادٍ بن زيد عن أيوب السختياني قال: (قال العباس: يا رسول: مرنى بدعاء، قال: سل الله العفو والعافية) وهذا مرسل صحيح الإسناد جدًّا.
وللحديث: طريق ثالث: يرويه هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمه: (أكثر الدعاء بالعافية) أخرجه الحاكم [١/ ٧١١]، والطبراني في "الكبير" [١١/ رقم ١١٩٠٨]، وابن أبي الدنيا في "الشكر" [رقم ١٥٣]، والبيهقي في "الدعوات" [رقم ٢٥٠]، والطبري في "تهذيب الآثار" [١/ ٣٩٥/ رقم ١٥/ مسند ابن عباس]، وأبو طاهر السلفى في "معجم السفر" [ص ٢١٤ - ٢١٥]، وغيرهم من طريقين عن هلال بن خباب به.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الضياء في "المختارة" [٦٦/ ٨٦/ ١]، كما في "الصحيحة" [٤/ ٢٨]، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري"، وهذا من أوهامه، فإن هلال بن خباب ليس من رجال البخاري أصلًا، إنما أخرج له أصحاب السنن وحدهم، ثم هو مختلف فيه أيضًا، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" [١٠/ ٢٧٦]، فقال: (رواه الطبراني، وفيه هلال بن خباب، وهو ثقة، وقد ضعفه جماعة، وبقية جاله ثقات).
قلتُ: وهلال هذا: صدوق متماسك على التحقيق؛ كما شرحنا حاله فيما مضى [برقم ٢٦٨٤]، فانظره هناك؛ فالإسناد حسن إن شاء الله؛ وهو الذي جزم به الإمام في "الصحيحة" [٤/ ٢٨]، وقبله المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [١/ ٤٠١/ طبعة مكتبة الشافعي].=

الصفحة 87