كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 1)

وفي سنة (١٩٤ هـ) كانت رِحلته الثالثة إلى البصرة، وكانت إقامته فيها عند الإمام الكبير يحيى بن سعيد القطان (ت ١٩٨هـ) مدة ستة أشهر (١) ، وقد أكثر عنه (٢) ، وفي أثناء إقامته سَمعَ من سليمان بن حرب (ت٢٤٤ هـ) ، وأبي النعمان محمد بن الفضل (ت ٢٢٤ هـ) ، وأبي عمر حفص بن عمر الحَوْضِي (ت ٢٢٥ هـ) .
وفي سنة (١٩٤ هـ) أيضاً خرج من البصرة إلى واسط، فَسَمِعَ فيها من الإِمام يزيد بن هارون (٣) (ت ٢٠٦ هـ) .
وفي سنة (١٩٦ هـ) كانت رحلتُه الثالثةُ الى مكة، ثم عاد إليها سنة (١٩٧ هـ) ، وأقام فيها مجاوراً مدةً، ثم عاد إليها أيضاً سنة (١٩٨ هـ) ، وقد جَلَسَ بمسجدِ الخَيْف وأفتى فيه فتيا واسعة، وسفيان بن عيينة ما يزالُ حياً (٤) .
وفي سنة (١٩٩ هـ) خرج الى اليمن ماشياً مع رفيق رحلته يحيى بن معين للسَّماع مِن عبد الرزاق بن همَّام الصَّنْعاني (ت ٢١١ هـ) صاحب " المصنف "، وكان صِيتُ الإِمام أحمد قد سبقه إليه (٥) ، فأقام عنده قريباً من عشرةِ أشهر (٦) ، سمع في أثنائها منه الكتبَ، وأكثر عنه. وبعد عَوْدَتِه إلى بغداد شَرَع الإِمامُ أحمد بتصنيف " المسند " (٧) ، وهو في السادسةِ والثلاثين من عمره.
---------------
(١) المناقب: ٢٧.
(٢) السير: ١١ / ١٨٠.
(٣) المناقب: ٢٧.
(٤) السير: ١١ / ٣٠٩، ومسجد الخيف: هو في مِنى، والخيف: ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي مسجد الخيف.
(٥) السير: ١١ / ١٩١ - ١٩٢.
(٦) السير: ١١ / ٣٠٦. (٧) خصائص المسند: ٢٥.

الصفحة 41