كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 4)

لَتُخْبِرَنِّي، فَقَالَ: " لَا تُقْسِمْ " (١)

٢١١٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (٢)
---------------
(١) حديث صحيح، سفيان بن حسين -وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١١/٥٩-٦٠، وأبو يعلى (٢٥٦٥) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (١٨٩٤) .
ظلة: سحابة لها ظل، وكل ما أظل من سقيفة ونحوها يُسمى: ظلة.
وقوله: "فبين مستكثر" أي: آخذ للكثير، وهذا خبر محذوف، أي: هم بين هذه الأقسام، أي: أنهم لا يخلون عن هذه الأقسام، ففيهم من هو مستكثر، وفيهم من هو مستقل، وفيهم من هو متوسط، وقوله: "وبين ذلك" أي: ومن هو بين ذلك المذكور من الاستكثار والاستقلال. قاله السندي.
وقوله: "فقطع به ثم وصل له"، قال السندي: هذا إشارة إلى أن عثمان كاد أن ينقطع من اللحاق بصاحبيه بسبب ما وقع له من تلك القضايا التي أنكروها، فعبر عنها بانقطاع الحبل، ثم وقعت له الشهادة فاتصل بهم، فعبر عنه بأن الحبل وصل له، فاتصل فألحق بهم. كذا ذكره الحافظ ابن حجر.
وقوله: "فحلاوة القرآن" قد جاء في الروايات: "فلينه وحلاوته" فهاهنا اختصار وقع من بعض الرواة، فشبه القرآن بالسمن في اللين، وبالعسل في الحلاوة، فظهر في عالم المثال بالصورتين جميعاً وهو واحد. قيل: هذا موضع الخطأ، وإنما هما الكتاب والسنة، والوجه ترك التعرض لموضع الخطأ، فإن ما خفي على أبي بكر يستبعد فيه الإصابة من غيره. قاله السندي.
وقوله: "لا تقسم" فيه أن إبرارَ المقسم إنما ينبغي إذا لم يمنع عنه مانع.
(٢) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (٢٠٣٦٠) =

الصفحة 22