كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 4)

الْجَنَّةِ، مُؤْمِنٌ غَنِيٌّ، وَمُؤْمِنٌ فَقِيرٌ، كَانَا فِي الدُّنْيَا، فَأُدْخِلَ الْفَقِيرُ الْجَنَّةَ، وَحُبِسَ الْغَنِيُّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُحْبَسَ، ثُمَّ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، فَلَقِيَهُ الْفَقِيرُ، فَيَقُولُ: أَيْ أَخِي، مَاذَا حَبَسَكَ؟ وَاللهِ لَقَدِ احْتُبِسْتَ حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ. فَيَقُولُ: أَيْ أخِي، إِنِّي حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحْبِسًا فَظِيعًا كَرِيهًا، وَمَا وَصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَالَ مِنِّي مِنَ الْعَرَقِ مَا لَوْ وَرَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ، كُلُّهَا آكِلَةُ حَمْضٍ، لَصَدَرَتْ عَنْهُ رِوَاءً " (١)
٢٧٧١ - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي
---------------
(١) إسناده ضعيف، دويد: هكذا جاء غير منسوب، ونسبه الحسيني في "الإكمال" فقال: دويد الخراساني عن عمرو بن شعيب وأبي سهل وسلم بن بشير، وعنه علي بن عاصم وغيره: مجهول، وسلم -ويقال له أيضاً: سالم- بن بشير، روى عنه جمع، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" ٦/٤٢٠، وقال الحسيني: مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/٢٦٣-٢٦٤، وقال: رواه أحمد، وفيه دويد غير منسوب، فإن كان هو الذي روى عنه سفيان! فقد ذكره العجلي في كتاب "الثقات" وإن كان غيره لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير سلم بن بشير وهو ثقة.
وأخرج نحوه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (٥٥٦) عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، قال: حدثنا ضمرة والمهاصر بن حبيب وحكيم بن عمير، رفعوه. وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، والثلاثة الذين روى عنهم في طبقة التابعين، فهو مرسل.
قوله: "آكلة حَمض"، قال السندبَ: الآكلة: جمع آكل، والحَمْض -بفتح حاءٍ مهملة وسكون ميم آخره ضاد معجمة-: ما مَلُحَ وأمَر من النبات، وهي كفاكهة الإبل، وفي "النهاية": الحَمْض: كل نبات في طعمه حموضة، وبالجملة إذا أكل منه عطش، فلذلك ذُكر هاهنا، والله تعالى أعلم.

الصفحة 492