كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 5)

٣٣٨٨ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنِ السَّجْدَةِ الَّتِي فِي ص، فَقَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَتَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} وَفِي آخِرِهَا: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠] قَالَ: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِدَاوُدَ " (١)
---------------
= أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجد في "ص": (أولئك الذين هَدَى الله فبِهُداهُم اقْتَدِه) . وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرج عبد الرزاق (٥٨٦٧) عن إسرائيل، عن رجل، عن أبي معبد مولى ابن عباس، قال: رأيت ابن عباس سجد في "ص".
وأخرج عبد الرزاق أيضاً (٥٨٥٩) عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أنه لم يكن يقول في "ضق" سجدة. يريد أنها ليست من العزائم والله تعالي أعلم.
وأخرج هو أيضاً (٥٨٦٠) عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جببر، عن ابن عباس وابن عمر: أنهما كانا يَعُدان سجدة "ص" مع سجدات القرآن. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (٢٥٢١) .
وفي الباب عن علي رضي الله عنه أنه قال: العزائم أربع: (الم تنزيل) ، و"حم السجدة"، و"النجم"، و (اقرأ باسم ربك الذي خلق) . أخرجه عبد الرزاق (٥٨٦٣) ، وابن٢ أبي شيبة ٢/١٧، والطحاوي ١/٣٥٥، وحَسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح" ٢/٥٥٢.
قال الحافظ: والمراد بالعزائم: ما وردت العزيمةُ على فعله كصيغة الأمر مثلا بناء على أن بعض المندوبات آكدُ من بعض عند من لا يقول بالوجوب.
(١) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِية، فمن رجال مسلم وروى له البخاري مقروناً.=

الصفحة 377