كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 5)
هَذَا الْإِسْتَبْرَقُ قَالَ: وَاللهِ مَا عَلِمْتُ بِهِ " وَمَا أَظُنُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا حِينَ نَهَى عَنْهُ، إِلا لِلتَّجَبُّرِ وَالتَّكَبُّرِ "، وَلَسْنَا بِحَمْدِ اللهِ كَذَلِكَ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ التَّصَاوِيرُ فِي الْكَانُونِ؟ قَالَ: " أَلا تَرَى قَدْ أَحْرَقْنَاهَا بِالنَّارِ؟ فَلَمَّا خَرَجَ الْمِسْوَرُ، قَالَ: انْزَعُوا هَذَا الثَّوْبَ عَنِّي، وَاقْطَعُوا رُءُوسَ هَذِهِ التَّمَاثِيلِ. قَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، لَوْ ذَهَبْتَ بِهَا إِلَى السُّوقِ، كَانَ أَنْفَقَ لَهَا مَعَ الرَّأْسِ؟ قَالَ: لَا. فَأَمَرَ بِقَطْعِ رُءُوسِهَا (١)
٢٩٣٣ - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّ مَوْلاكَ إِذَا سَجَدَ، وَضَعَ جَبْهَتَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَصَدْرَهُ بِالْأَرْضِ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: التَّوَاضُعُ. قَالَ: هَكَذَا رِبْضَةُ الْكَلْبِ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا سَجَدَ، رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (٢)
---------------
(١) إسناده ضعيف، شعبة- وهو ابن دينار مولى ابن عباس- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (٢٧٣٠) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٢٩٠٠) ، والطبراني (١٢٢١٨) من طريق علي بن الجعد، عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي برقم (٣٣٠٧) .
قوله: "بُرد إستبرق"، قال السندي: يحتمل الإضافة والتوصيف.
وقوله: "ولسنا بحمد الله كذلك"، قال: الظاهر أنه أراد أنه لا يشملنا النهي لانتفاء معناه، أي: علته فينا، لكن العبرة في النصوص للمنطوق لا لمعناه عند أهل العلم، فكأنه زعم أولاً أن العبرة لمعنى النص، فقال ما قال، ثم غلب عنده أن العبرة للمنطوق، فرجع إلى موافقة النص، والله تعالى أعلم.
(٢) إسناده ضعيف كسابقه، والمرفوع منه صحيح لغيره، قد سلف برقم (٢٠٧٣) .
الصفحة 99