كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 6)

٣٥٨١ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ، سَمِعْتُ شَقِيقًا، يَقُولُ: كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللهِ فِي الْمَسْجِدِ يَخْرُجُ عَلَيْنَا، فَجَاءَنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي النَّخَعِيَّ، قَالَ: فَقَالَ: أَلَا أَذْهَبُ فَأَنْظُرَ (١) ؟ فَإِنْ كَانَ فِي الدَّارِ، لَعَلِّي أَنْ أُخْرِجَهُ إِلَيْكُمْ، فَجَاءَنَا، فَقَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيُذْكَرُ (٢) لِي مَكَانُكُمْ فَمَا آتِيكُمْ كَرَاهِيَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ، لَقَدْ " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (٣)
---------------
= و٤/٢١١
وعن جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم (٥٣٢) (٢٣) .
وعن أبي هريرة عند الترمذي (٣٦٦١) .
والخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تَخَللَتْ قلبَ المحب، وتدعو إلى إطلاع المحبوب على سره، والخليل فعيل منه بمعنى الصديق، وقيل: هو من يعتمد عليه في الحاجة، فإن أصله: الخَلة بالفتح بمعنى الحاجة. ومعناه على الأول: لو جاز لي أن أتخذ صديقاً من الخلق تتخلل محبته في باطن قلبي، ويكون مطلعاً على سري لاتخذت أبا بكر، لكن محبوبي بهذه الصفة هو الله، وعلى الثاني: لو اتخذت من أرجع إليه في الحاجات، وأعتمد عليه في المهمات، لاتخذت أبا بكر، ولكن اعتمادي في جميع أموري على الله، وهو ملجئي وملاذي. قاله السندي.
(١) في (ق) : فأنظره.
(٢) شكل في (س) و (ظ١) : ليَذْكر.
(٣) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه الحميدي (١٠٧) ، ومسلم (٢٨٢١) (٨٢) من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.=

الصفحة 57