كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 10)

٥٩١٤ - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (١)
---------------
=قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله تبارك وتعالى إياه.
وقد روي عن ابن عباس أنه قال في تفسير الكوثر مثل قول ابن عمر، لكن موقوفاً عليه.
أخرجه الطبري ٣٠/٣٢٠ عن أبي كريب، حدثنا عمر بن عبيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: الكوثر نهر في الجنة ... فذكر مثل حديث ابن عمر، قلناعمر بن عبيد مستصغر في عطاء، ورواية من روى عن عطاء قديماً أصح.
وانظر (٥٣٥٥) .
قوله:"ما أقل ما يسقط"، قال السندي: من السقوط، يريد أن القول الساقط لابن عباس قليل، أي: وهنا منه لمخالفته للمرفوع.
"على جنادل الدر"، إي: أحجار الدر، أي: الحصاة التي هي تحت الماء هي الدر والياقوت.
"صدق ... الخ"يريد أنه لا مخالفة بين المرفوع وبين قول ابن عباس، فما في المرفوع هو الخير الكثير، قاله ابن عباس، وقد وفق بين المرفوع وبين قول ابن عباس بحمل المرفوع على التمثيل لا التحديد.
وبالجملة فالكوثر مبالغة الكثير، أي: الخير الكثير البالغ في الكثرة غايته، فيمكن أن يكون اسماً لهذا النهر، ويمكن أن يكون أراد لهذا النهر بناء على أنه الخير الكثير، تعظيماً له، أو على أنه من جملته، والله تعالى أعلم.
(١) حديث صحيح، مؤمًل بن إسماعيل- وإن كان سيىء الحفظ- تابعه يحيى بن سعيد فيما سلف برقم (٤٦٨٧) ، ووكيع فيما سلف برقم (٥٢٥٩) ، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.

الصفحة 147