كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 11)

٦٥٥٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ صُهَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ ذَبَحَ عُصْفُورًا أَوْ قَتَلَهُ فِي غَيْرِ شَيْءٍ - قَالَ عَمْرٌو: أَحْسِبُهُ؟ قَالَ: - إِلَّا بِحَقِّهِ، سَأَلَهُ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (١)
---------------
= عند البخاري (٥٣٩٨) ، والترمذي (١٨٣٠) .
قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/٢٤٢ في شرح قوله عليه الصلاة والسلام: "لا آكل متكئا": يحسب أكثر العامة أن المتكىء هو المائل المعتمد على أحد شقيه ... وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه، وإنما المتكىء هاهنا هو المعتمد على الوطاء الذي تحته، وكل من استوى قاعداً على وطاء، فهو متكىء ... إلى أن قال: والمعنى أني إذا أكلتُ لم أقعد متمكنا على الأوطية والوسائد فعْل من يُريد أن يستكثر من الأطعمة ويتوسع في الألوان، ولكني آكل عُلْقةً، وآخذ من الطعام بُلْغةً، فيكون قعودي مستوفزاً له.
وقوله: "ولا يطأ عقبه رجلان": قال السندي: أي: لا يطأ الأرض خلْفه، أي: لا يمشي رجلان خلفه، يعني أنه من غايته التواضع، لا يتقدم أصحابه في المشي، بل إما أن يمشي خلفهم كما جاء، أو يمشي فيهم، وحاصلُ الحديث: أنه لم يكن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على طريق الملوك والجبابرة في الأكل والمشي. والرجُلان: بفتح الراء، وضم الجيم، هو المشهور، ويحتمل [الرجْلان] بكسر الراء وسكون الجيم، أي: القدمان، والمعنى: لا يمشي خلفه أحد ذو رجلين. والله تعالى أعلم.
قلنا: وقد ورد في تواضعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبار عدة، منها ما قال قدامة بن عبد الله بن عمار رضي الله عنه، فيما سيرد في "المسند" ٣/٣١٤: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم النحر يرمي الجمرة على ناقة له صهباء، لا ضرْب، ولا طرْد، ولا إليك إليك.
وانظر "فتح الباري" ٩/٥٤١.
(١) إسناد ضعيف لجهالة صهيب مولى ابن عامر، وهو الحذاء المكي، يكنى=

الصفحة 108