كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 12)

٧٤٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِقَوْمٍ سُودِ الرُّءُوسِ قَبْلَكُمْ، كَانَتْ تَنْزِلُ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا " فَلَمَّا كَانَ (١) يَوْمَ بَدْرٍ أَسْرَعَ النَّاسُ فِي الْغَنَائِمِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {
---------------
= وأخرجه مسلم (٥٢) (٩٠) ، وابن منده (٤٣٩) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به - مثل حديث يعلى بن عبيد.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (١٠٢٢٢) من طريق شعبة، عن الأعمش، وانظر ما سلف برقم (٧٢٠٢) .
وقوله: "رأس الكفر قبل المشرق"، سيأتي في حديث أبي هريرة برقم (٨٨٤٦) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، و (٨٩٤٢) من طريق ثابت بن الحارث، و (٩٤١١) من طريق الأعرج، و (٩٤٩٩) من طريق أبي مصعب، ثلاثتهم عنه.
قال المناوي في "فيض القدير" ٤/٤ في بيان معنى هذا الحرف: أي: أكثر الكفر من جهة المشرق، وأعظم أسباب الكفر منشؤه منه، والمراد كفر النعمة، لأن أكثر فتن الإسلام ظهرت من تلك الجهة، كفتنة الجمل وصفين والنهروان وقتل الحسين، وفتنة مصعب والجماجم، قيل: قتل فيها خمس مئة من كبار التابعين، وآثارة الفتن وإراقة الدماء كفران نعمة الإسلام.
ويحتمل أن المراد كفر الجحود، ويكون إشارة إلى وقعة التتار التي وقع الاتفاق على أنه لم يقع له في الإسلام نظير، وخروج الدجال، ففي خبر أنه يخرج من المشرق.
وقال الحافظ في "الفتح" ٦/٣٥٢: وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس، لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة، وكانوا في غاية القسوة والتكبر والتجبر، حتى مزق ملكهم كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم استمرت الفتن بعد البعثة من تلك الجهة.
(١) لفظة: "فلما" أثبتناها من (ظ ٣) و (عس) ، وتحرفت: "كان" في (م) إلى:=

الصفحة 403