كتاب مسند أحمد - ط الرسالة (اسم الجزء: 12)

شُفَعَاءَ، فَاغْفِرْ لَهَا " (١)
---------------
(١) ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: اضطراب وقع في إسناده، والثانية: جهالة بعض رواته، والثالثة: رواية بعضهم له موقوفا على أبي هريرة.
أما العلة الأولى، فإن شعبة ويحيى بن أبي سليم أبا بلج -في رواية زائدة وهشيم عنه- قد سميا شيخهما فيه الجلاس، وسمى شعبة الراوي عن أبي هريرة عثمان بن شماس، بينما خالفه عبد الوارث وعباد بن صالح كما في "التاريخ الكبير" ٦/٢٧٩ للبخاري، فقالا فيه: أبو الجلاس -وهو عقبة بن سيار-، وسميا الراوي عن أبي هريرة على بن شماخ، وصوب هذه الرواية أهل العلم كأبي داود وأبي زرعة والطبراني والدارقطني والمزي، وذكر عبد الوارث -كما في "المعرفة" ليعقوب بن سفيان ٣/١٢٥- أنه هو الذي ذهب بشعبة إلى أبي الجلاس، فقلب شعبة إسناده، فجعل أبا الجلاس جلاسا. وفي الإسناد اختلافات أخرى ستأتي في التخريج.
وأما العلة الثانية، فعلى ما صوبه أهل العلم من رواية عبد الوارث، فإن علي بن شماخ لم يرو عنه غير أبي الجلاس هذا، وذكره ابن حبان في "ثقاته" ٥/١٦٣، فهو في عداد المجهولين، ولا يعرف في غير هذا الحديث، وهو من رجال "التهذيب".
وأبو الجلاس -وهو عقبة بن سيار- روى عنه غير واحد، ووثقه ابن معين وابن حبان وابن حجر، وسأل عبد الله بن أحمد عنه أباه: أثقة هو؟ فقال: أرجو. خرج له أبو داود والنسائي في "اليوم والليلة" هذا الحديث الواحد، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.
وأما العلة الثالثة، فهي إعلال للرواية المرفوعة، فقد رواه زياد بن مخراق -وهو ثقة- عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة" ٣/١٢٥ عن عقبة بن سيار أبي الجلاس، عن رجل -كذا أبهمه ولم يسمه، وهو علي بن شماخ لا غير- فوقفه عى أبي هريرة.
قلنا: ومع هذا، فقد حسنه الحافظ ابن حجر في "أماليه" على "الأذكار" للنووي، ونقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" ٤/١٧٦، وصححه الشيخ=

الصفحة 446